أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الثلاثاء، أنّ عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة، يفوق العدد الذي أُحصي على مدى أربعة أعوام من النزاعات في العالم.
يأتي ذلك في وقت أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة خضوع المسؤولين الإسرائيليين للمحاسبة عن "قتل الأطفال" في قطاع غزة.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بارتفاع عدد ضحايا الحرب إلى أكثر من 31184 شهيدًا و72889 جريحًا، 72% منهم أطفال ونساء.
"حرب على الطفولة ومستقبلهم"
وكتب مفوض "الأونروا" فيليب لازاريني على منصة إكس": "عدد الأطفال الذين أحصي قتلهم في أربعة أشهر فقط في غزة يفوق عدد الأطفال الذين قُتلوا على مدى أربعة أعوام في جميع النزاعات في أنحاء العالم"، منددًا بما اعتبره "حربًا على الأطفال".
واعتمد لازاريني في منشوره على أرقام الأمم المتحدة التي تُظهر أنّ 12193 طفلًا قُتلوا في نزاعات حول العالم بين عامي 2019 و2022، وقارنها مع تقارير أوردتها وزارة الصحة في قطاع غزة وتُفيد بأن أكثر من 12300 طفل قضوا في غزة بين أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ونهاية فبراير/ شباط الماضي.
وقال لازاريني إنّ "هذه الحرب هي حرب على الأطفال. إنّها حرب على طفولتهم ومستقبلهم".
"مدينون للأطفال الفلسطينيين"
من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة خضوع المسؤولين الإسرائيليين للمحاسبة عن "قتل الأطفال" في قطاع غزة.
وشدّد أردوغان خلال مأدبة إفطار رمضاني مع سفراء عدد من الدول في أنقرة على أنّ "الجميع مدينون للأطفال الفلسطينيين الشهداء"، وأنّ هذا الدين "لا يُمكن سداده إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وقال: "على المسؤولين الإسرائيليين أن يخضعوا للمحاسبة عن قتل الأطفال في غزة عوضًا عن محاولتهم إخفاء حقيقة الإبادة الجماعية"، مشيرًا إلى أنّ بلاده ستُواصل الدفاع عن أشقائها الفلسطينيين و"لن تتراجع عن موقفها الثابت في مواجهة الظالمين".
وأكد أنّ تركيا ستُواصل تقديم المساعدات إلى غزة طوال شهر رمضان عبر الجهات الرسمية والبلديات والأوقاف والجمعيات.
وأضاف: "من قتل المدنيين الأبرياء في طابور الانتظار للحصول على بعض الدقيق والمعكرونة وربما رغيف خبز لا يمكنه توجيه النصائح لنا".
"معسكر إبادة"
وأشار إلى أنّ إسرائيل حوّلت قطاع غزة إلى "سجن مفتوح" من خلال حصارها على مدار 17 عامًا، وإلى "معسكر إبادة كبير" خلال الأشهر الخمسة الماضية، "لم نشهد مثالًا له إلا في الحرب العالمية الثانية".
وذكر أردوغان أنّ غزة تحوّلت إلى "أكبر مقبرة للأطفال والنساء في العالم جراء الهجمات الإسرائيلية الوحشية"، مضيفًا أنّه "عندما نتحدّث بهذه الطريقة ينزعج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشبكة القتل التابعة له، ويظنّون أنّ بإمكانهم إسكاتنا من خلال وصفنا بأننا معادون للسامية".
وشدّد على أنّ "الأخطر هو استمرار إسرائيل بمجازرها، وكأنّ شيئًا لم يكن على الرغم من قرار التدابير الاحترازية لمحكمة العدل الدولية"، مضيفًا أنّ "إسرائيل لا تستمع لأحد وتواصل ارتكاب جرائم الحرب بتهور وتبلغ من الغطرسة حدًا يسمح لها بتهديد الدول التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار".
وشدّد على أنّ "الحاجة الأكثر إلحاحًا حاليًا تتمثّل في زيادة عبور الشاحنات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر إلى المستوى المطلوب"، مؤكدًا على ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل من أجل هذا الهدف.
