الخميس 19 Sep / September 2024

حرب مستمرة على غزة.. ما مصير صفقة التبادل في ظل تعنت نتنياهو؟

حرب مستمرة على غزة.. ما مصير صفقة التبادل في ظل تعنت نتنياهو؟

شارك القصة

يبدو المشهد العسكري أكثر تناقضًا وفق الرؤية الإسرائيلية للحرب في غزة
يبدو المشهد العسكري أكثر تناقضًا وفق الرؤية الإسرائيلية للحرب على غزة- وسائل إعلام إسرائيلية
كيف سيؤثر الانقسام في القرار السياسي داخل تل أبيب على حرب غزة؟ وما هو مصير صفقة تبادل الأسرى في ظل تجاهل إسرائيل لكل القرارات الدولية؟

بينما يُواصل الإعلام الإسرائيلي نقل أنباء متتالية عقب إعلان جيش الاحتلال فرض سيطرته الكاملة على محور فيلادلفيا، إلا أنّه يُدرك أنّ الحرب على غزة مستمرة ولا نهاية في الأفق.

واقترحت جهات عسكرية إدامة السيطرة وبناء لواء إقليمي في محور فيلادلفيا، هدفه ممارسة مزيد من الضغط على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والتأثير على القرار المصري.

وجاء ذلك بعد أن قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إنّ تل أبيب لا تملك خطة بديلة للمفاوضات في حال لم يعد المختطفون خلال أسابيع أو أشهر، مشيرًا إلى أنّ الحكومة الحالية لن تأخذ قرارًا بوقف الحرب مقابل استعادة كافة المختطفين.

وفي ظلّ الترجيحات باستمرار القتال حتى نهاية العام، يبدو المشهد العسكري أكثر تناقضًا وفق الرؤية الإسرائيلية للحرب على غزة.

ويدعم اليمين الإسرائيلي استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها المعلنة من حكومة بنيامين نتنياهو، لا بل ويُطالب بتوسيع نطاق الحرب إلى جبهات أخرى.

في المقابل، تتزايد أعداد التيار المنادي بإبرام صفقة، وتُمثّله تصريحات الوزير في كابينت الحرب غادي آيزنكوت الذي شنّ هجومًا حادًا على نتنياهو، حين قال إنّ الأخير يسوّق وهمًا كاذبًا بالحديث عن النصر المطلق وتحقيق أهداف الحرب.

وتصدر هذه التصريحات من وزراء في حكومة الطوارئ، وسط انقسام حاد في إسرائيل تمثّل بدعوات لحلّ الكنيست وإجراء انتخابات عامة مبكّرة على خلفية الفشل في غزة.

وبالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، ترفع تل أبيب وتيرة اقتحاماتها في الضفة الغربية، مع تلويح بتطبيق سيناريو غزة في طولكرم وغيرها.

إسرائيل دمّرت فرصة التوصّل لصفقة

وفي هذا الإطار، اعتبر الدكتور حسن أيوب أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، أنّ أيًا من الأطراف المعنية بعملية التفاوض لم تتحدّث عن ورقة قدّمتها تل أبيب للوسطاء من أجل صفقة جديدة باستثناء ما نُقل في الإعلام.

وقال أيوب في حديث إلى "العربي" من نابلس، إنّ الحديث يتركّز حول ترتيبات أميركية- إسرائيلية عربية تتعلّق بمعبر رفح، مشيرًا إلى أنّ ذلك يُعتبر تسليمًا بالوقائع الجديدة التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية، ودمّرت من خلالها فرصة التوصّل إلى صفقة في الثامن من هذا الشهر.

ورأى أنّ ما يحصل في الضفة الغربية هو نموذج مصغّر عمّا يجري في قطاع غزة.

تل أبيب وواشنطن تعيشان مأزقًا كبيرًا

بدوره، أشار معين الطاهر الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إلى أنّ موقف المقاومة المتشدّد تجاه وقف مستدام لإطلاق النار نابع عن ثقة بالقدرة على الصمود واستنزاف جيش الاحتلال.

وقال الطاهر في حديث إلى "العربي" من عمان، إنّ الاحتلال والمجتمع الدولي يتحمّلان مسؤولية المجاعة والإبادة الجماعية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ أي تنازل من المقاومة في غير مكانه أو موضعه يؤشر إلى هزيمة أو تراجع وهو ما يتنافى مع الحقيقة.

وأكد أنّ الاحتلال هو الذي يشعر بالفشل، وأنّ تل أبيب والإدارة الأميركية يعيشان مأزقًا كبيرًا.

تواطؤ أميركي لإفلات تل أبيب من العقاب

من جهته، أوضح الدكتور ريتشارد فولك المقرر السابق للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية المحتلة، أنّه من وجهة نظر قانونية قامت إسرائيل بالهجوم على محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية من خلالها رفضها تعديل سياستها في قطاع غزة.

وقال فولك في حديث إلى "العربي" من اسطنبول، إنّ الإدارة الأميركية تواطأت مع تل أبيب للإفلات من العقاب، في تجاهل لأهمية القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومرجعيتها في حال وجود إبادة جماعية.

وبينما دعا إلى تسليط الضوء من الناحية القانونية على "توطؤ الولايات المتحدة" مع إسرائيل، أكد فولك أن هذا الأمر لم يحصل حتى الآن.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close