يخيم هدوء حذر على محافظة معان جنوبي الأردن، اليوم الجمعة، وذلك بعد مقتل نائب مدير شرطة معان فيها مساء أمس على يد مسلحين مجهولين، على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها البلاد للمطالبة بتخفيض أسعار المحروقات.
فقد قُتل العقيد عبد الرزاق الدلابيح، برصاصة في الرأس أثناء تأدية عمله في صد أعمال شغب نفّذتها "مجموعة من المخربين والخارجين عن القانون" في معان، فيما أصيب ضابط وضابط صف آخرين، وفق ما أعلنته مديرية الأمن العام بالمملكة.
وشيّع أهالي بلدة الكفير في مدينة جرش شمالي الأردن، جثمان الدلابيح ظهر اليوم، في جنازة عسكرية حيث وري الثرى بمقبرة بلدته "الكفير" بحضور مدير الأمن العام اللواء عبيد الله المعايطة.
رسالة شقيق نائب قائد شرطة معان
وفي حديث خاص مع "العربي" عقب تشييع جثمان شقيقه، وجّه عادل الدلابيح رسالة مؤثرة ذكر فيها أن الأردن "زفّ اليوم شهيدًا كان يقوم بواجبه الرسمي في حماية الوطن والحفاظ على الأمن، حيث تلقى رصاصة طائشة أودت بحياته".
وطالب الدلابيح الحكومة الأردنية بالإسراع في كشف ملابسات ما حصل والقبض على الجاني، وأن ينال جزاءه الذي يستحقه.
وعن تفاصيل ما جرى مع نائب قائد شرطة معان، شرح شقيقه لـ"العربي"، أن المعلومات المتوفرة لديهم حتى الساعة تشير إلى أن عبد الرزاق خرج في مهمة رسمية للتعامل مع مجموعة تثير الشغب، كانت قد أغلقت الطريق العام بين العقبة ومنطقة الحسينية.
وأضاف الدلابيح: "أثناء استعداده للنزول من السيارة العسكرية كي يخاطب المجموعة هناك، تلقى رصاصة من يد إنسان حاقد لا يحب وطنه. قتل إنسانًا بريئًا ويتم أبناءه ورمّل زوجته، وترك في قلوبنا حسرة".
وتساءل شقيق الضابط المقتول: "ماذا استفاد من قام بهذا العمل الإجرامي؟"، مردفًا: "ما يحصل اليوم محزن ويجب أن نتوقف عنده ونعيد حساباتنا كدولة يجب أن تحترم وتعيد هيبتها".
سخط رسمي وشعبي
بدورها، توعدت الحكومة الأردنية بملاحقة القتلة وإحالتهم للقضاء لينالوا جزاءهم، حيث صرّح المتحدث باسمها فيصل الشبول في تغريدة أن "مجلس الوزراء يدين هذا الاعتداء الغادر الجبان، ويؤكد أن يد العدالة ستطال القتلة وتحيلهم إلى القضاء العادل لينالوا جزاءهم".
من جانبه، شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على أن الاعتداءات وأعمال التخريب هي "مساس خطير بأمن الوطن ولن نسمح بذلك"، جاء ذلك خلال حضوره إلى جرش لتقديم واجب العزاء بالعقيد عبد الرزاق الدلابيح حيث أكّد أنه "سيتم التعامل بحزم مع كل من يرفع السلاح في وجه الدولة".
السفارة الأميركية تحذّر رعاياها
في غضون ذلك، حذّرت الولايات المتحدة الأميركية رعاياها في الأردن من السفر إلى 4 محافظات جنوبي المملكة بسبب تطور الاحتجاجات هناك.
كما منعت سفارة واشنطن في عمان، ببيان رسمي "موظفي الحكومة الأميركية من السفر الشخصي والرسمي إلى محافظات الكرك، ومعان، والطفيلة، والعقبة حتى إشعار آخر".
وبيّنت السفارة أن هذا الإجراء سببه "تقارير عن الاحتجاجات المستمرة في جميع أنحاء الأردن خاصة في الجنوب، التي يتخللها إحراق إطارات وإلقاء حجارة على المركبات في الشوارع والطرق السريعة".
