ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الغابات في المغرب إلى أربع وفيات منذ منتصف يوليو/ تموز الجاري، بعدما أدت حرائق غابات جديدة شبت في شمال البلاد إلى وفاة سيدتين "اختناقًا"، بحسب ما كشفت السلطات المحلية لإقليم العرائس أمس الثلاثاء.
وقالت السلطات: "تم تسجيل حالتي وفاة اختناقًا لسيدتين لم ترغبا في الاستجابة لنداءات السلطات المحلية... بضرورة إخلاء المساكن المهددة بالنيران".
وأوضحت في وقت لاحق أن فرق الإنقاذ أجلت 712 أسرة من 13 قرية "بعيدًا عن أماكن الخطر"، مشيرة إلى "استمرار 4 بؤر نشيطة للنيران تجاهد طواقم الإطفاء لإخمادها" إلى حدود مساء الثلاثاء.
ويأتي سقوط هاتين الضحيتين بعد وفاة متطوع في فرق إخماد حرائق غابات أخرى في إقليم تاونات (شمال). وواصلت فرق الإنقاذ ليل الثلاثاء جهود السيطرة عليها في أربع بؤر زاد من إذكائها هبوب رياح قوية.
لكن وفق السلطات، فقد "تم التمكن من تحييد الخطر" الذي يتهدد ساكنة قرية مجاورة، بينما سبق أن قضى شخص جراء حرائق شبّت بغابات قرب العرائش منتصف الشهر الجاري.
أكثر من 100 هكتار
ومنذ يوم الإثنين، واصلت فرق الإنقاذ عبر طائرات الإطفاء ومتطوعين، جهودها للسيطرة على حرائق اندلعت في غابات عدة شمال غربي البلاد، أتت على ما يقارب 100 هكتار من الغطاء النباتي. وفاقت مساحة الغابات المتضررة من الحرائق التي اندلعت بين 13 و18 يوليو/ تموز، 10,500 هكتار.
وفاجأ التمدد السريع للحرائق سكان الأرياف وكبدّهم خسائر فادحة في المحاصيل الزارعية وماشيتهم. وكان المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية قد أوضح، أن الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة وقوة الرياح عقّد عمليات إخماد الحرائق.
ويعتزم المغرب إطلاق برنامج لإعادة تشجير نحو 9 آلاف هكتار من الغابات التي أتت عليها حرائق اندلعت مؤخرًا شمال المملكة، بحسب ما أعلنت الحكومة الجمعة، في خطة تتضمن أيضًا دعم المزارعين وإعادة بناء بيوت متضررة، حيث رُصدت للبرنامج ميزانية تناهز 290 مليون درهم (نحو 28 مليون دولار).
ويشهد المغرب في السنوات الأخيرة اندلاع حرائق غابات خلال الصيف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وتتعرض المملكة منذ بضعة أسابيع لموجة حر شديد تفاقم موسمًا جافًا وإجهادًا مائيًا، بسبب التقلبات المناخية.
