الخميس 12 Sep / September 2024

"حطمت حياة عائلتي".. الصحافية الروسية "الجريئة" تستقيل من عملها

"حطمت حياة عائلتي".. الصحافية الروسية "الجريئة" تستقيل من عملها

شارك القصة

تقرير عن استخدام وسائل الإعلام بوصفها ساحة أخرى للحرب بين روسيا والغرب (الصورة: غيتي)
تقول مارينا أوفسيانيكوفا المحررة في القناة الروسية الأولى، إنها "حطمت حياة عائلتها بفعلتها هذه"، لكنها شدّدت على أنها لا تريد مغادرة روسيا.

تقدمت الصحافية الروسية التي اقتحمت استديو أخبار قناة روسية رسمية للاحتجاج على الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا، استقالتها من المحطة التي تعمل بها أمس الخميس، كاشفةً أنها رفضت عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمنحها اللجوء.

فقد وصفت مارينا أوفسيانيكوفا نفسها بأنها "وطنية"، خلال مقابلة لها مع قناة "فرانس 24" من موسكو، مؤكدّة أنها "سلّمت كل الوثائق" اللازمة لاستقالتها من القناة الأولى.

أوفسيانيكوفا: حطمت حياة عائلتي

وأشارت المحررة وهي أم لولدين إلى أنها "حطمت حياة عائلتها بسبب ما قامت به" وعلى الأخص ابنها الذي تأثر بما جرى وظهرت عليه علامات اضطراب.

لكنها في الوقت عينه عادت وأكدت: "إننا بحاجة إلى وضع حد لهذه الحرب بين الأشقاء حتى لا يتحول هذا الجنون إلى حرب نووية". وأضافت: "آمل عندما يكبر ابني أن يفهم لماذا فعلت ذلك".

ويوم الإثنين الفائت، اقتحمت أوفسيانيكوفا استوديو أخبار محطة "تشانيل أون"، وقاطعت المذيعة التي كانت تقرأ النشرة المسائية، عندما رفعت يافطة كتب عليها شعار "أوقفوا الحرب. لا للحرب!" وصاحت: "لا تصدقوا الدعاية. إنهم يكذبون عليكم".

وعلى الفور، اعتقلتها السلطات الروسية وفرضت محكمة موسكو عليها غرامة تبلغ 30 ألف روبل أي نحو 280 دولار، لكنها على الرغم من إطلاق سراحها لا تزال تواجه مزيدًا من الملاحقات القضائية وتواجه احتمال الحكم بالسجن لسنوات بموجب قوانين جديدة صارمة.

أوفسيانيكوفا ترفض الحماية الفرنسية

وفي حديث لها مع موقع "دير شبيغل" الألماني أمس الخميس أيضًا، كشفت الصحافية والمنتجة التلفزيونية أنها لن تقبل عرض اللجوء الفرنسي وستبقى في روسيا.

وأوضحت: "لا أريد أن أغادر بلدي. أنا وطنية وابني أكثر من ذلك. لا نريد المغادرة بأي شكل من الأشكال، ولا نريد الذهاب إلى أي مكان".

يذكر أنه بعد احتجاجها الشهير، عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الصحافية الروسية حق اللجوء أو غيره من أشكال الحماية القنصلية، قائلًا في مؤتمر صحافي إنه سيناقش هذه القضية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تشديد الرقابة على الصحافة

كما ذكرت في المقابلة أنها خططت لاحتجاجها بمفردها، لكنها أعربت عن اعتقادها بأن الكثير من زملائها يتعاطفون معها. وقالت: "معظم العاملين في التلفزيون الحكومي يفهمون جيدًا ما يجري وهم على دراية بشكل جيد أنهم يفعلون شيئًا خاطئًا".

ويتّبع التلفزيون الحكومي الذي اقتحمت الصحافية الجريئة بثه المباشر، نهج الكرملين ورواية الرئيس فلاديمير بوتين بأن روسيا اضطرت للتحرك في أوكرانيا لنزع سلاحها و"إنقاذها من النازيين"، والدفاع عن المتحدثين بالروسية هناك من "الإبادة الجماعية".

وفي حديث آخر، أكدت الصحافية الروسية أن بعض زملائها استقالوا من القناة، لكن الكثير منهم ليس في استطاعتهم ذلك حتى لو وجدت لديهم الرغبة، في إشارة إلى الوضع الاقتصادي الصعب نتيجة العقوبات الغربية الصارمة.

يذكر أن النشطاء الذين يدعمون حرية الصحافة والإعلام، يتهمون وسائل الإعلام الروسية الحكومية بأنها تعكس صورة مشوهة عن الحرب في أوكرانيا، بينما تدور في التوازي حرب إعلامية ودعاية تحشد الرأي العام لها.

وفي السياق، شدّدت الحكومة الروسية قبضتها على الإعلام في البلاد، حيث أقر مجلس النواب (الدوما) قانونًا جديدًا مؤخرًا ينصّ على عقوبة تصل إلى السجن لمدة 15 سنة في حال نشر أي "أخبار كاذبة" تتعلق بالجيش الروسي. ويجرّم القانون أيضًا الدعوة إلى فرض عقوبات على موسكو، كما يجرم الاحتجاج على الحرب.

وبرر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إصدار هذا القانون، قائلًا: "القانون ضروري وعاجل وصارم بسبب الحرب الإعلامية غير المسبوقة على روسيا، نحن في وضع استثنائي يتطلب إجراءات استثنائية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات