اختتم الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم الأربعاء زيارة إلى موسكو استمرت ليومين، بعد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أشاد خلالها الزعيمان بدخول العلاقة "الخاصة" بين بلديهما "حقبة جديدة"، وفق وكالات أنباء روسية.
وأقلعت طائرة شي من مطار فنوكوفو في موسكو بعد أن أدى حرس الشرف التحية وتم عزف النشيدين الوطنيين الروسي والصيني، بحسب وكالة "ريا نوفوستي". وحضر مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى مراسم وداع الرئيس الصيني.
وأكد شي لبوتين لدى مغادرته: "الآن هناك تغييرات لم تحدث منذ 100 عام. عندما نكون معًا فإننا نقود هذه التغييرات". ورد بوتين بالقول "أتفق معك"، وأضاف شي: "اعتنِ بنفسك يا صديقي العزيز من فضلك".
🇨🇳🛫🇷🇺 Xi Jinping has completed his three-day visit to Russia The Chinese president's plane from Moscow's Vnukovo airport took off moments ago pic.twitter.com/xF6G6qFeGN
— AZ 🛰🌏🌍🌎 (@AZgeopolitics) March 22, 2023
وتعدّ رحلة شي إلى موسكو دعمًا مهمًا للرئيس الروسي الذي صدرت بحقّه الأسبوع الماضي مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية "ترحيل" أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني.
وكانت مشروعات النقل والطاقة والاستثمار والتعاون المصرفي أبرز الموضوعات التي بحثها الرئيسان. وفي البيان الختامي للمباحثات، تم الإعلان عن وثيقتين تنظمان أطر الشراكة الاقتصادية والتفاعل الاستراتيجي بما ينسجم مع الدخول في حقبة جديدة.
وقال شي: "وصلنا إلى نتائج ملموسة في شراكتنا.. أنا مستعد للتعاون معكم للعمل معكم وصياغة خطة مشتركة لازدهار البلدين".
أبرزها الحرب في #أوكرانيا والعلاقات الثنائية.. تعرفوا على نتائج قمة رئيسي #روسيا و #الصين 👇 تقرير: سعد خلف pic.twitter.com/SF23uaMVcB
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 22, 2023
كما بحث الرئيسان خطة بكين لتسوية النزاع في أوكرانيا. واعتبرت دول غربية أن اقتراح الوساطة الصينية بهدف تسوية النزاع، قد يمكّن موسكو من الاحتفاظ بجزء كبير من الأراضي التي استولت عليها في أوكرانيا.
وأمس الثلاثاء، قال شي في تصريحات إن الصين لديها "موقف محايد". واعتبر البيت الأبيض أن موقف بكين ليس محايدًا، وقد حث بكين على الضغط على روسيا للانسحاب من الأراضي الخاضعة لسيادة أوكرانيا من أجل إنهاء أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
"نظام عالمي جديد"
وعن هذه الزيارة، قال بيان صادر عن الصين: "إنهما (الزعيمان) يتشاركان في الرأي القائل إن هذه العلاقة قد تجاوزت النطاق الثنائي بكثير واكتسبت أهمية بالغة للمشهد العالمي ومستقبل البشرية".
وقال بوتين في تصريح نشره موقع الكرملين الإلكتروني: "إننا نعمل في تضامن على تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب وأكثر عدلًا وديمقراطية والذي يجب أن يقوم على أساس الدور المركزي للأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها والقانون الدولي وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
ولدى استعداد شي لمغادرة موسكو، انطلقت صفارات الإنذار في أنحاء العاصمة الأوكرانية كييف وفي شمال وشرق أوكرانيا مع ورود تقارير عن هجمات بطائرات مسيرة، لكن لم ترد تقارير عن دمار كبير.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية اليوم الأربعاء، إن القوات الروسية شنت "غارة جوية ضخمة" خلال الليل، بينما كان شي في موسكو، بإطلاق 21 طائرة مسيرة من طراز شاهد-136.
قروض لأوكرانيا
ومع اختتام شي وبوتين محادثاتهما أمس الثلاثاء، أعلن صندوق النقد الدولي عن اتفاق مبدئي مع كييف بشأن حزمة قروض لمدة أربع سنوات بنحو 15.6 مليار دولار.
وفي تصريحات بعد قمته مع شي، أدان بوتين الخطط البريطانية لإرسال ذخيرة دبابات تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا محذرًا من تداعيات ذلك.
وقال بوتين: "إذا حدث كل هذا، فسيتعين على روسيا الرد وفقًا لذلك بالنظر إلى أن الغرب بشكل جماعي بدأ بالفعل في استخدام أسلحة ذات مكون نووي"، دون أن يخوض في التفاصيل.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، البريجدير جنرال باتريك رايدر، للصحفيين إن: الولايات المتحدة تعتزم تسريع عملية تسليم 31 دبابة من طراز أبرامز إلى أوكرانيا إلى الخريف.
ومن جديد، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية بما في ذلك الذخيرة والقيام بذلك من دون تأخير.
وقال في خطاب مصور أمس الثلاثاء: "أحد الأسئلة التي تحظى دائمًا بأكبر قدر من الاهتمام هو توفير الذخيرة والدعم من شركائنا. نتوقع زيادة الإمدادات لما نحتاجه بالضبط... ونحن بحاجة إلى ذلك الآن".
وعلى الأرض، دوّى صوت تبادل رشقات من نيران المدفعية في بلدة تشاسيف يار إلى الغرب مباشرة من باخموت، وهي مدينة شرقية صغيرة أصبحت محور القتال العنيف على مدى أشهر. وقالت هيئة الأركان العامة إن قتالًا عنيفًا استمر بالقرب من باخموت وأفدييفكا في الجنوب.
