فيما كان المغرب يحصي أعداد ضحاياه جراء الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو زعم أصحابها أنها توثق وميضًا صادرًا عن مشروع هارب الأميركي لحظة وقوع الزلزال.
تزعم صفحات عامة وحسابات شخصية يفترض أنها رصينة ومسؤولة أن هذه المقاطع توثق تورط مشروع هارب الأميركي في وقوع الزلزال الذي بلغ قوته 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
ادعاء مضلل
وخلف الزلزال نحو 3 آلاف قتيل وآلاف المصابين، إضافة إلى دمار واسع في قرى ومناطق نائية مغربية في منطقة جبال الأطلس الكبير.
وذهب البعض إلى الحديث عبر مواقع التواصل بأنّ ما حدث في المغرب وقع قبل ذلك في زلزال تركيا وسوريا، بحسب زعمهم.
وأرفق البعض الآخر المقاطع المزعومة بتعليقات من نوع "المغرب وقبل الزلزال وميض هارب تمامًا كما حدث في تركيا وسوريا"، و"أصبحت دول المنطقة حقل تجارب لهذا السلاح اللعين"، و"الدور على من؟"، وغيرها من التعليقات.
وبإجراء بحث للتحقق من صحة الادعاء، تبيّن لفريق برنامج "بوليغراف" أنه مضلل، إذ باستعمال البحث العكسي عن الصور، تبيّن أنّ الفيديو قديم، حيث تمّ نشره على أنّه من زلزال تركيا الأخير الذي ضرب البلاد والشمال السوري في فبراير/ شباط من هذا العام.
وكان زلزال تركيا قد شهد العديد من الادعاءات حول وقوف برنامج أميركي سريّ وراء الزلزال. ويرّوّج أصحاب نظرية المؤامرة عند حدوث أي كارثة طبيعية، إلى أنّ السبب خلفها هو مشروع هارب الأميركي.
ما علاقة برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد (HAARP)، الذي أنشأ في البداية ضمن إطار مشروع عسكري أميركي، بالزلزال المدمّر الذي ضرب #تركيا و #سوريا؟ #زلزال_سوريا_وتركيا pic.twitter.com/zELBdVA8Dy
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) February 15, 2023
ما هو مشروع "هارب" الأميركي؟
والحقيقة هي أنه لا علاقة لبرنامج هارب الأميركي أو الشفق النشط بالزلزال، فهو برنامج أبحاث متعلق بالغلاف الجوي للأرض، وتحديدًا بما يعرف بالطبقة الأيونية، وهو يعمل بتمويل مشترك من قبل القوات الجوية الأميركية وبحرية الولايات المتحدة الأميركية، وجامعة ولاية ألاسكا.
ويهدف المشروع إلى دراسة خصائص وسلوك الغلاف الأيوني، بحسب ما ذكر المشروع على موقعه الرسمي.
وأطلق المشروع الأميركي في سنة 1891 على يد نيكولا تسلا، الذي أنشأ تيارًا متناوبًا وهو التيار المستخدم اليوم.
كما أعطى الأساس للتأثير في المناخ من خلال إنشاء أشعة صغيرة الحجم مثل تلك التي تنتجها الطبيعة، غير أنّه لا توجد أدلة علمية واضحة لتحكم هذا البرنامج في أي كارثة طبيعية حدثت في العالم.