مرفقًا بصورة صادمة، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر مفاده: "أطفال يدخنون السجائر في مدينة نيويورك الأميركية عام 1922، حيث إن الدراسات العلمية وقتها كانت تقول إن التدخين مفيد للصحة".
ولأنّ الموضوع لا يحتمل المزاح، بحث "العربي" عن أصل للخبر، ليتبين أن الصورة التي تم تداولها حقيقية وليست مفبركة، وهي بالفعل منشورة على موقع "مكتبة الكونغرس" الأميركي.
وذكر الموقع معلومات عن مكان وتاريخ ووقت التقاطها مع عبارة: "كانوا جميعًا مدخنين".
لكنّ الصورة التقطت في الحادية عشرة صباحًا في 9 مايو/ أيار 1910، وليس 1922، كما زعم المنشور، حيث التقطها المصور لويس هاين لأطفال من بائعي الجرائد في سان لويس ميزوري في الولايات المتحدة الأميركية.
خطورة التدخين على الأطفال والصغار
يذكر أنّ الفنان هاين كان يؤمن بمبدأ أن التصوير هو أداة لتصحيح الأوضاع الخاطئة، وتم تعيينه من قبل اللجنة الوطنية لعمالة الأطفال لتصوير مشاهد عمالة الأطفال في معظم أنحاء البلاد.
وأنتج هاين حوالي 5000 صورة تظهر ظروف عمل ومعيشة يرثى لها في مناجم الفحم ومصانع القطن والمزارع وغيرها من المواقع في الولايات المتحدة الأميركية.
هل كان الأطفال يدخنون السجائر في الماضي لأن الدراسات كانت تقول إن التدخين "مفيد للصحة"؟#بوليغراف pic.twitter.com/opn7zEys4p
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 10, 2022
وخلافًا لما ورد في الخبر المنشور، فإنّ مشكلة التدخين خطرة جدًا على الكبار فكيف بالحريّ الصغار والمراهقين، وهو ما أكّدته الاختصاصية في أمراض الرئة الدكتورة جوسلين ساسين في حديث سابق إلى "العربي".
وأوضحت ساسين أنّ أعضاء جسم الصغار تكون ضعيفة، وهي لا تتحمّل المشاكل التي قد يكون الكبار قادرين على تحمّلها أكثر، مشدّدة على أن التدخين يؤثر سلبًا على الأطفال بشكل كبير.
ولفتت إلى أنّ التدخين "السلبي" مشكلة كبيرة بالنسبة إلى الأطفال، أي عندما يكون هناك من يدخّن بجانبهم، وليس بالضرورة أن يكونوا هم المدخّنين.
