Skip to main content

حماس تحسم موقفها.. ما فرص التوصل إلى اتفاق لوقف حرب غزة؟

الأربعاء 5 يونيو 2024
تؤكد حماس تمسكها بوقف إطلاق النار الدائم في غزة وانسحاب الاحتلال الكامل من القطاع- الأناضول

أعلنت حركة حماس بشكل واضح رفضها الموافقة على أي اتفاق لا يضمن ولا يؤكد وقفًا دائمًا لإطلاق النار في غزة، مطالبة الوسطاء بالحصول على موقف واضح من الاحتلال بالتزامه بذلك.

وفي ردّها على التقارير بشأن جهود وقف إطلاق النار، أعادت الحركة التركيز في موقفها على قضية تحرير الأسرى، منوهة إلى أن هذه المسألة ستبقى أولوية بأي تفاوض في إطار وقف العدوان على غزة. 

وأشارت إلى أن الاحتلال لا يريد إلّا مرحلة واحدة من الاتفاق التي يحصل فيها على أسراه ثم يواصل عدوانه على قطاع غزة. 

وكانت وزارة الخارجية القطرية قد أكدت أنّها استلمت مقترحًا إسرائيليًا يعكس المبادئ التي ذكرها الرئيس الأميركي جو بايدن وتم نقله إلى حركة حماس متضمنًا مواقف أقرب من السابق لمواقف الطرفين، مشدّدة على بذل الوسطاء قصارى جهدهم لوضع اللمسات الأخيرة للتوصل إلى اتفاق.

كما أشارت إلى أن مقترح الرئيس الأميركي يوفّر خريطة طريق لوقف إطلاق نار دائم في غزة، بحسب وصف الخارجية القطرية.

وفي ظل إعلان واضح من بنيامين نتنياهو برفض وقف الحرب، يتجه الرئيس الأميركي إلى حركة حماس ويحمّلها مسؤولية عدم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ويبرّر لرئيس حكومة الاحتلال استبطاءه الإفصاح عن موقف تل أبيب من المقترح. ويقول: "إن نتنياهو يتعرض لضغوط هائلة من عائلات الرهائن".

أما في تل أبيب، فلا يزال الغموض والتضارب يسيطران على المواقف، فالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تعهّد بدعم أي صفقة لإعادة الأسرى، فيما يخوض نتنياهو محاولة إقناع وزراء ونواب حزبه الليكود لدعم المقترح. 

وكان اليمين المتطرف بقيادة بتسلئيل سموتوريتش وإيتمار بن غفير هدّد بإسقاط الحكومة في حال إبرام اتفاق وفق البنود التي أعلنها الرئيس بايدن.

نتنياهو في أزمة

وفي هذا الإطار، يشير الباحث في مركز مدى الكرمل الدكتور إمطانس شحادة إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تعلن موقفًا رسميًا من المقترح الذي عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن بعد، لافتًا إلى أن ما رشح عن هذه الحكومة هو تكرارًا للمواقف السابقة بأن إسرائيل تريد الاستمرار بالحرب حتى بعد إتمام صفقة تبادل مع حماس ووقف مؤقت لوقف إطلاق النار.  

وفي حديث إلى "العربي" من حيفا، يعتبر شحادة أن نتنياهو لا يستطيع أن يرفض "تفسير" الرئيس الأميركي للاقتراح الإسرائيلي نفسه، لافتًا إلى أن "هذا الاقتراح لم يُنشر داخل إسرائيل وإنما عُرضت مراحله فقط دون أن يتضمن بند الوقف الدائم لإطلاق النار". ويوضح شحادة أن بايدن اعتبر أن تطبيق مراحل الاتفاق الثلاثة سيؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار. 

كما يشير شحادة إلى عدم وجود التزام إسرائيلي بوقف دائم لإطلاق النار أو أي ضمانات أميركية وهو ما تطالب به حماس.

ويرى أن نتنياهو في أزمة، فهو لا يستطيع قبول الاقتراح أو حتى رفضه لأن الرفض يعني تصدع العلاقة مع الإدارة الأميركية والمزيد من الاحتجاجات الداخلية والعزلة الدولية. 

معضلة المرحلة الثانية

من جانبه، يلفت أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات إلى أن التصريحات التي صدرت عن دولة قطر تشير إلى حدوث تغيّر طفيف بموقف إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة.  

وفي حديث إلى "العربي" من الدوحة، يشرح فريحات أن المرحلة الثانية من اقتراح بايدن "قد توصل" إلى وقف لإطلاق النار، لكنه يرى أن نجاح المرحلة الثانية في التوصل لوقف إطلاق النار يعتمد بالدرجة الأولى على الأطراف المتفاوضة، لافتًا إلى أن حماس تطالب بوقف دائم لإطلاق النار وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية وقد "تستخدم المرحلة الثانية للدخول بمفاوضات لا نهاية لها" كما حدث في اتفاق أوسلو.

ويعتبر فريحات أنه كان على بايدن أن يربط المرحلة الثانية من الاتفاق بإطار زمني، مشيرًا إلى أن الأسرى ورقة الضغط الوحيدة التي تملكها حماس.   

واشنطن تحاول تقديم حل

وبشأن الموقف الأميركي، يقول أستاذ الأمن الدولي في جامعة جورج واشنطن بنيامين فريدمان: "إن واشنطن ملتزمة بالإفراج عن الرهائن، لكنها تحاول أن تسوغ اتفاقًا، حيث لا تريد حماس الإفراج عن الرهائن دون توفر ضمانات بانتهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة". 

وفي حديثه إلى "العربي" من واشنطن، يعتبر فريدمان أن هذه "الخطة التدريجية سوف تسمح افتراضيًا بأن يقول الطرفان إنهما حصلا على ما يريدان وبطريقة ما أن تضع الحرب أوزارها بالنسبة لحماس وأن يفرج عن الرهائن بالنسبة لإسرائيل".

ويرى فريدمان أنه من وجهة نظر واشنطن "هذا هو الحل الأمثل الذي يمكن الوصول إليه". 

كما يعتبر أن "بيانات حماس يمكن أن تكون سياسية للاستهلاك المحلي ولممارسة الضغط على إسرائيل"، مؤكدًا أن ليس هناك أي تعهد من قبل إسرائيل بوقف الحرب مشيرًا إلى أنها ربما تنتظر أن تحقق أهدافها من خلال الضغط العسكري على حماس. 

المصادر:
العربي
شارك القصة