Skip to main content

سجال إسرائيلي بشأن مقترح بايدن.. ما فرص التوصل إلى صفقة تنهي حرب غزة؟

الإثنين 3 يونيو 2024
أكّد البيت الأبيض أن مقترح بايدن هو امتداد لمفاوضات الرهائن التي انخرطت فيها واشنطن منذ أسابيع - الأناضول

قال البيت الأبيض إن الاقتراح الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن وقف الحرب على غزة هو في الواقع امتداد لمفاوضات الرهائن، التي انخرطت فيها واشنطن منذ أسابيع، وإن بايدن مصمم في المقام الأول على إخراج الرهائن تدريجيًا، والحصول على مزيد من المساعدات الإنسانية، ثم التوصل إلى وقف إطلاق النار. 

بدورها، أفادت الخارجية الأميركية بأن ما وصفته بـ"خطر حماس" لا يمكن مواجهته اليوم بالعمل العسكري وحده، ولكن بالمسار السياسي.

وعلى صعيد متصل، شدّد وزراء خارجية قطر والسعودية والإمارات والأردن ومصر في اجتماع افتراضي، على أهمية التعامل بجدية وإيجابية مع مقترح الرئيس الأميركي، كما أبدوا دعمهم جهود الوساطة.

نتنياهو غير مستعد لإنهاء الحرب

ومن جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريح صحفي عقب اتصال هاتفي بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، العمل على تحقيق أهداف الحرب.

وكانت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية قد نقلت عن نتنياهو قوله: "إنه غير مستعد لإنهاء الحرب على قطاع غزة".

وأضاف نتنياهو أن خطة الرئيس الأميركي جو بايدن "ليست دقيقة"، مشيرًا إلى أن إسرائيل قادرة على وقف الحرب لـ42 يومًا لاستعادة المختطفين، لكنّها لن تتنازل عمّا وصفه "بالنصر المطلق".

بن غفير وسموتريتش يهدّدان بحل الحكومة 

إلى ذلك، أكّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير تهديده بتفكيك الحكومة إذا وافق نتنياهو على الصفقة المقترحة من الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي تتضمن "إنهاء الحرب على قطاع غزة دون القضاء على حركة حماس"، وفق تعبيره.

كما هدّد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بحل الحكومة والانسحاب من ائتلاف نتنياهو، إذا وافقت الحكومة على المقترح.

"مقترح بايدن دقيق ويمكن البناء عليه"

تعليقًا على المشهد، يشير الدبلوماسي الأميركي السابق ريتشارد شمايرر إلى أن بايدن كان يركز على النقاط الأساسية عندما أعلن عن مقترح وقف إطلاق النار في غزة.

ويعتبر في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن "المهم أنه مقترح من ثلاثة أجزاء وأن الجزء الأهم هو البدء على الأقل بوقف إطلاق نار مؤقت لستة أسابيع سيتم خلالها إدخال المساعدات للمواطنين في غزة، والإفراج عن الأسرى من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني". 

ويضيف شمايرر: "لست متفاجئًا بأن القيادة في إسرئيل ستبحث عن تصرفات دبلوماسية كاستجابة للمقترح الذي أعلن عنه بايدن"، لافتًا إلى أن "ادعاء إسرائيل بأن ما قدّمه بايدن غير دقيق هو مجرد أمر دبلوماسي في محاولة للوصول للاتفاق الأفضل"، وفق تعبيره.

ويعبّر الدبلوماسي الأميركي السابق عن ثقته بأن المقترح الذي أعلن عنه بايدن "دقيق ويمكن البناء عليه". 

"إسرائيل لا تريد الصفقة"

من جهته، يرى الباحث في مركز مدى الكرمل مهند مصطفى أن ما يحدث أمر "مذهل"، حيث خرج بايدن ليقدم مقترحًا إسرائيليًا وأكّد أنه مقترح بنيامين نتنياهو. 

فبينما يلفت في حديثه إلى "العربي" من حيفا، إلى أن الصحافة الإسرائيلية كانت تشير طيلة الأيام الماضية إلى المقترح على أنه مقترح نتنياهو، يستغرب خروج هذا الأخير بعد أيام ليصف المقترح بأنه "غير دقيق". 

ويذكّر مصطفى بأن تصرف نتنياهو ليس الأول حيث فعل الأمر نفسه عندما وافقت حماس على مقترح لوقف إطلاق النار في غزة في مايو/ أيار الماضي. 

ويقول: "إن كل ذلك يؤكد أن إسرائيل لا تريد الصفقة، وقد عوّلت على رفض حركة حماس على المقترح كما عوّلت في المرة السابقة"، لكن "حماس وافقت مرة أخرى على المقترح وزجّت بنتنياهو في الزاوية أمام الولايات المتحدة". 

ويشير مصطفى إلى أن الولايات المتحدة "واثقة من المقترح الذي قدّمه بايدن، ومن أنه المقترح الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية"، ولهذا سمي "المقترح الإسرائيلي"، حيث لم يتم التفاوض عليه بين جميع الأطراف. 

"مفارقة غريبة"

ومن جانبه، يوصّف الكاتب والباحث السياسي أحمد الحيلة المشهد بالقول: "في ذروة خلافها مع تل أبيب واليمين الصهيوني المتطرف، وفي الوقت الذي ترفض فيه إسرائيل الاعتراف بما جاء على لسان بايدن بأنه ورقة إسرائيلية، تقف الولايات المتحدة لممارسة شكل من أشكال الضغوط على حركة حماس للقبول بشيء تنكره إسرائيل"، معتبرًا أن "هذه المفارقة عجيبة غريبة".

ويذكر في حديث إلى "العربي" من اسطنبول، بأن "الإشكال في الوقت الحالي يتركز لدى الجانب الإسرائيلي".  

ويشرح الحيلة أن حماس نظرت بإيجابية لعدد كبير من بنود المقترح الذي قدّمه بايدن ومنها وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من القطاع، لافتًا إلى أن هذه النقاط وردت في المقترح الذي وافقت عليه حماس سابقًا وعارضته تل أبيب بسبب هذه النقاط تحديدًا. 

ويخلص الحيلة إلى أن "الخلاف الحقيقي هو بين واشنطن وتل أبيب"، معتبرًا "أن الذهاب باتجاه حماس هو شكل من أشكال التسويق والهروب". 

المصادر:
العربي
شارك القصة