الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

حياة لاجئ في رفح.. طبيب يتحدث عن "الفرصة الوحيدة" للنجاة

حياة لاجئ في رفح.. طبيب يتحدث عن "الفرصة الوحيدة" للنجاة

شارك القصة

عندما بدأ القصف على رفح، كان الأخرس مع عائلته في الخيمة التي يعيشون فيها الآن
عندما بدأ القصف على رفح، كان الأخرس مع عائلته في الخيمة التي يعيشون فيها الآن- الغارديان
يقول الطبيب الفلسطيني بهزاد الأخرس إن الحياة تبدو كأنّها يوم أبدي لا ينتهي أبدًا، مليء بالمعاناة ومشاهد الرعب المتداخلة مع بعضها.

روى الطبيب النفسي الفلسطيني بهزاد الأخرس كيف تحوّلت حياته قبل الحرب من روتين طبيعي معتاد، إلى أسوأ حال لجوء في رفح.

وقال بهزاد في مقال بصحيفة "الغارديان" البريطانية، إنّه بعد أن كانت حياته تسير بروتين معتاد قبل الحرب، حيث كان يذهب للعمل في عيادته ويزور الأصدقاء ويقضي بعض الوقت مع عائلته، أصبح الآن لاجئًا في رفح مع عائلته، بعد أن أمرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بمغادرة منزلهم في خانيونس.

وأضاف أنّهم يقضون أيامهم بالانتظار، "ننتظر في طوابير للحصول على غالونين أو ثلاثة من مياه الشرب، أو الطعام أو الدقيق العادي لنخبزه على النار بعد أشهر من انقطاع الكهرباء".

وأضاف أنّه في الأيام القليلة الماضية، عندما سمع 1.4 مليون فلسطيني أنّ إسرائيل تستعد لغزو بري في رفح، أدركوا أنّه ليس هناك مكان آخر يلجؤون إليه، وأنّ كل ما يمكنهم فعله هو انتظار الأسوأ.

وقال: "تبدو الحياة وكأنّها يوم أبدي لا ينتهي أبدًا، مليء بالمعاناة ومشاهد الرعب المتداخلة مع بعضها. إنّه روتين جماعي جديد أن نسمع ونشهد ونجلس ونمشي بجانب الموت".

"وجوه بلا روح"

وأوضح أنّه أمضى مسيرته المهنية بالعمل في مجال الصحة العقلية والصدمات المجتمعية في غزة، ولكنّ ذلك لم يُهيّئه للشعور العميق باليأس الذي انتشر في المجتمع الفلسطيني الآن، وأصبح يتغلغل في كل شيء.

وأوضح أنّ جميع الأشخاص من حوله تقريبًا فقدوا أفرادًا من عائلاتهم، سواء استشهدوا في الغارات الجوية الإسرائيلية أو بالقنص، أو اعتقلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو نزحوا إلى مناطق أخرى.

وقال: "حالة عدم اليقين هي التي تقتلنا ببطء. لا نعرف مَن التالي الذي سيخطفه الموت أو يفقد عائلته"، مضيفًا أنّه "عندما يُواجه أي إنسان خطرًا أو تهديدًا لحياته، فإنّه يستجيب بإحدى الطرق الثلاث: المقاومة أو الهروب أو التجمّد؛ لكنّ نحن لا يُمكننا أن نقاتل أو نهرب، فتجمّدنا في مكاننا، والعديد منّا بقي على هذا الحال منذ 4 أشهر للآن".

وإذ رأى أنّه عندما يكون الشخص في حالة التجمّد، لا يمكن أن يتصرّف أو يشعر بأنّه طبيعي، ويصبح الأشخاص كالأحياء الأموات، أضاف قائلا: "عندما أكون في العيادة في رفح، أو انتظر في طوابير المياه أو أتحدّث مع الجيران، ألاحظ أنّ وجوه الناس أصبحت بلا روح، وأقنعة من الخوف واليأس والخدر العاطفي".

"حمام دم"

عندما بدأ القصف على رفح، كان الأخرس مع عائلته في الخيمة التي يعيشون فيها الآن. وقال: "ما الذي يُمكن أن تحميك منه قطعة رقيقة من النايلون؟ فهي لن تمنع الشظايا من إصابتك أو عائلتك، لذلك، حدّقنا في السماء وشاهدنا القصف الهائل، منتظرين مصيرنا".

وأكد الأخرس أنّه بالنسبة للفلسطينيين، هذه ليست حربًا، "بل حمام دم لا ينتهي"، مضيفًا أنّه بينما يُراقب العالم الإبادة الجماعية التي تتكشف، لم يتخذ أي إجراء يُمكن أن يمنعها. ولا شيء مما يحدث، له ما يبرره ولا ينبغي لأي إنسان أن يعاني مثل هذه المعاناة.

وأضاف أنّ الفلسطينيين يخشون أن تكون التحذيرات التي أطلقتها إسرائيل تمهّد لما سيأتي، بحيث يجعلون الناس في جميع أنحاء العالم يعتادون على فكرة أن رفح أصبحت هدفًا، ولذلك لن يكون الأمر بمثابة صدمة عندما يُقتل الفلسطينيون.

وإزاء كل ذلك، دعا الأخرس المجتمع الدولي إلى مواصلة ممارسة الضغط العاجل من أجل وقف إطلاق النار، لأنّها "قد تكون هذه هي فرصتنا الوحيدة للنجاة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close