السبت 5 أكتوبر / October 2024

حيوانات أليفة عالقة وسط الحرب.. عمليات إنقاذ من نوع آخر في لبنان

حيوانات أليفة عالقة وسط الحرب.. عمليات إنقاذ من نوع آخر في لبنان

شارك القصة

  يؤكد المتطوعون أن بعض الحيوانات "تنتظر فقط عودة أصحابها" - غيتي
يؤكد المتطوعون أن بعض الحيوانات "تنتظر فقط عودة أصحابها" - غيتي
اصطحب العديد من النازحين حيواناتهم الأليفة معهم بعد فرارهم من بلداتهم في جنوب البلاد بينما لم يتمكن آخرون من أخذهم معهم.

مع تواصل العدوان الإسرائيلي على لبنان واضطرار العوائل للنزوح وترك منازلهم على عجل، يعتمد البعض على جمعيات ومتطوعين لمساعدتهم على إنقاذ حيواناتهم الأليفة التي تركوها في أحيائهم المدمرة.

وتقول نائبة رئيس جمعية Animals Lebanon ("أنيملز ليبانون" - "حيوانات لبنان") ماغي شعراوي: "اضطر كثر إلى إخلاء منازلهم على عجل. في معظم الحالات، تختبئ القطط المجهدة بسبب القصف"، ما يجعل من المستحيل انتشالها بسرعة.

وتتابع: "هدفنا هو مجرد الدخول والإنقاذ والمغادرة".

إنقاذ الحيوانات الأليفة في لبنان

الخميس، ساعدت شعراوي مع متطوعين اثنين سيدة من سكان ضاحية بيروت الجنوبية، على استعادة ثماني قطط من منزلها الذي فرت منه.

وخلال مكالمة فيديو، أرشدتهم المرأة القلقة إلى غرفة المعيشة حيث تركت قططها. 

وتقول شعراوي بفرح: "لقد تمكنا من العثور على جميع القطط" بعدما كانت قد اختبأت تحت أريكة مخملية خضراء اللون. ووُضعت القطط تباعًا في صندوق قبل نقلها الى مكان آمن.

وأردفت: "لحسن الحظ تمكنّا من إخراجها، لأن معظم تلك المنطقة دُمرت".

وتعرّضت ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لحزب الله، لغارة فيما كان المتطوعون يستعدون للانتقال إلى منزل آخر.

وهنا أشارت شعراوي إلى أنه هذه المرة الأولى التي يتعرضون فيها لضربة قريبة جدًا، واستدركت: "نحن محظوظون لأننا غادرنا على قيد الحياة".

نفقت كثير من الحيوانات الأليفة نتيجة القصف الإسرائيلي - غيتي
نفقت كثير من الحيوانات الأليفة نتيجة القصف الإسرائيلي - غيتي

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، ما أسفر حتى الخميس عن 1156 شهيدًا و3191 مصابًا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، ونزوح أكثر من مليون و200 ألف، وفق وكالة الأناضول.

وقد اصطحب العديد من النازحين حيواناتهم الأليفة معهم بعد فرارهم من بلداتهم في جنوب البلاد.

وهذا الأسبوع، اضطرت عائلات إلى النوم على كورنيش البحر في بيروت. واصطحب بعضها قططًا وطيورًا.

وقالت شعراوي إن بعض الناس رفضوا مغادرة منازلهم للبقاء مع حيواناتهم الأليفة، أو طلبوا المساعدة لإنقاذها بعد المغادرة.

وتوضح شعراوي: "حتى الآن، تمكنا من استرداد حوالى 120 حيوانًا من بيروت، و60 حيوانًا من الجنوب".

ورغم مخاوفهم المتعلقة بالسلامة، تتردد شعراوي وفريقها إلى أحياء في ضاحية بيروت الجنوبية التي تتعرض لغارات إسرائيلية متتالية، في محاولة لإنقاذ المزيد من الحيوانات الأليفة.

"الحرب مؤلمة لكل من الحيوانات والبشر"

واستخدم الفريق الجمعة الدراجات النارية بعدما ركنوا سياراتهم للتنقل داخل أحد أحياء ضاحية بيروت الجنوبية

وتقول شعراوي: "الحرب مؤلمة لكل من الحيوانات والبشر. إنهم يتعرضون للقصف كل يوم، ولا يعرفون ماذا يحدث"، وتضيف أن الحيوانات "تنتظر فقط عودة أصحابها"، موضحة أن "القطط تتحول إلى نمور عندما تخاف".

وتوضح شعراوي أنّ امرأة طلبت منها إنقاذ 21 قطة، بينما يحاول فريقها إيجاد طريقة للحصول على مفاتيح لمنازل أسر فرت بعيدًا عن بيروت حتى يتمكنوا من إنقاذ حيواناتهم في الوقت المناسب.

ورغم المصاعب، تظل شعراوي عازمة على أداء مهمتها، وتقول: "نسمع القصف طوال الليل، ثم نستيقظ في الصباح، ونقول حسنًا، سنذهب، ونأمل أن نعود أحياء".

لكن مع ذلك، فإنه أحيانًا لا يتمكن المتطوعون من الوصول في الوقت المناسب.

ويوم الخميس، باءت مهمتهم لإنقاذ ثلاث قطط بالفشل، إذ وجدوا قطة نافقة، بينما لم يُعثر على البقية في أي مكان.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close