يشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان خرقًا متقطعًا لوقف إطلاق النار، حيث تُسمع بين الحين والآخر أصوات رشقات نارية، وسط استمرار الاتصالات لتهدئة الوضع.
وكانت الاشتباكات التي اندلعت مجددًا بين عناصر من حركة فتح ومجموعات إسلامية الخميس الفائت، قد أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، وجرح ما يزيد عن مئة ونزوح عشرات العائلات.
وجنحت الأمور إلى الهدوء يوم أمس نتيجة اتفاق نهائي بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينية خلال اجتماع ترأسه المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري، على أن يُستتبع وقف إطلاق النار النهائي بتسليم المطلوبين إلى السلطات اللبنانية.
وأكدت مصادر شاركت في اجتماع الفصائل والقوى الفلسطينية مع البيسري لـ"العربي" أنه جرى الاتفاق على آلية لتسليم المطلوبين المسؤولين عن اغتيال قائد قوات الأمن الوطني أبو أشرف العرموشي، وكذلك الشاب عبد فرهود من الفصائل الإسلامية.
كذلك شمل الاتفاق خطة لانسحاب المسلحين من مدارس الأونروا، ومعالجة كل النقاط العالقة من دون الكشف عن الآلية التي سيصار إلى اعتمادها.
عزام الأحمد في بيروت
وأمام تلك المستجدات تتجه الأنظار إلى ما يحمله عضو اللجنة المركزية في حركة فتح عزام الأحمد إلى بيروت التي وصلها أمس الإثنين، في زيارة عاجلة فرضها الواقع الأمني.
كما برز اجتماع بين قائد الجيش اللبناني جوزيف عون والسفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور، صب في الإطار نفسه حول معالجة الوضع القائم في المخيم.
وينتشر الجيش اللبناني في حواجز أمام مداخل المخيم، الذي لا تدخله القوى الأمنية اللبنانية على غرار كافة المخيمات الفلسطينية، بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية. وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعًا من الأمن الذاتي داخل المخيمات عبر قوة أمنية مشتركة.
وكان المخيم قد شهد قبل أسابيع مواجهات عنيفة بين الطرفين لم تنجح كل المحادثات في تثبيت وقف إطلاق النار، فيما دعا حزب الله في بيان إلى وقف القتال، وقال في بيان: "يُعرب حزب الله عن بالغِ أسفه للاقتتال الدائر منذ أيام في مخيم عين الحلوة".
وأضاف: "إننا ندعو إلى وقفٍ لإطلاق النار بشكلٍ فوري والالتزام بكل مندرجات وآليات الحل التي يتم التوافق عليها في إطار العمل الوطني الفلسطيني بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية والقوى الفاعلة والمؤثرة".
