الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"خطاب الصمت".. معرض تشكيلي لسعدي الكعبي يستنطق الموروث والحداثة

"خطاب الصمت".. معرض تشكيلي لسعدي الكعبي يستنطق الموروث والحداثة

شارك القصة

"العربي" يلقي الضوء على معرض "خطاب الصمت" للفنان العراقي سعدي الكعبي
يعرض الفنان العراقي سعدي الكعبي في عمان نحو 100 عمل فني، يستنطق فيه الموروث الحضري بنكهة حديثة.

افتتح في غاليري "أورفالي" للفنون في العاصمة الأردنية عمان، معرض الفنان العراقي سعدي الكعبي بعنوان "خطاب الصمت"، وتجمع لوحاته بين الموروث العراقي والخطاب العربي، والتقنيات الغربية في الرسم والنحت.

وبينما لكل لوحة في المعرض قصة، يقول الفنان التشكيلي العراقي إنه في بعض الأحيان الصمت أبلغ من الكلام وهذا ما ترجمه في بلاغة الصمت بالألوان، والتقنيات، والمنحنيات، وفي كل تفاصيل خيارات الكعبي التشكيلية.

ويشرح الكعبي أن هذه الأعمال هي رغباته واستمراريته في الحياة، مضيفًا: "لا أقبل أن يخرج أي عمل بنقص، أو أمر لا أوافق عليه، كل الأعمال المعروضة اليوم موافق عليها مسبقًا وكلها متساوية".

قمة الفن والإبداع

لوحة من عمل الفنان التشكيلي سعدي الكعبي – موقع سعدي الكعبي
لوحة من عمل الفنان التشكيلي سعدي الكعبي – موقع سعدي الكعبي

أما الزوار فيصفون لوحات الكعبي بقمة الفنّ والإبداع، فبالنسبة لهم يعدّ هذا المعرض تجربة تستحق الوقوف عندها.

وتقول إحدى زائرات المعرض التشكيلي: "تعطينا هذه اللوحات شعورًا بالهدوء، والتفكير العميق، فضلًا عن الصمت الذي يعبر أحيانًا عن مشاعر كثيرة".

ويضم المعرض قرابة الـ 100 لوحة وعملٍ فني، يمتزج فيها التجريد والتشخيص، ومستعيرًا في بعضها علامات وأشكال من الحضارات السومارية، والبابلية، والأكادية، والأشورية، والإسلامية، إلى جانب حضور الطبيعة في ريف العراق.

والمميز، هو أن صمت اللوحات يفتح الباب أمام التأويل الذي يظل الوسيلة الوحيدة لفك شيفرة هذا الخطاب الفني الذي يقدمه الكعبي.

لوحة من عمل الفنان التشكيلي سعدي الكعبي – موقع سعدي الكعبي
لوحة من عمل الفنان التشكيلي سعدي الكعبي – موقع سعدي الكعبي

تفريغ نفسي 

ومن عمان، يتحدث الفنان التشكيلي سعدي الكعبي لـ"العربي" عن أن "خطاب الصمت" يحكي حياة ومشاعر إنسان على ضوء مجريات هذا العصر، وكل ما يمر حوله من مفاهيم، سجلت من خلال الرسم.

ويقول الفنان العراقي: "هذا نوع من التفريغ النفسي، والمتعة بإنجاز عمل فني، وهذه الأعمال لها أثر في داخلي إذ عندما أتمكن من التعبير بشكل مقارب للمضمون أعده أمرًا مهمًا، رغم عدم قدرتي على إعطاء المضمون صورة واضحة جدًا لأن هناك فرق بين التفكير والرسم".

لوحة من عمل الفنان التشكيلي سعدي الكعبي – موقع سعدي الكعبي
لوحة من عمل الفنان التشكيلي سعدي الكعبي – موقع سعدي الكعبي

كما يتطرق الكعبي إلى ما وصفه بـ"هوية العمل الفني"، مشيرًا إلى أن أي عمل يجب أن تكون له هويته التي توضح أصالة الفنان وعمله، أي يجب أن تعرف الأعمال عن نفسها "والقول إنها من الشرق الأوسط وبلاد الرافدين".

ومن هنا جاء ارتكاز الفنان العراقي على الثيم المستوحاة من الحضارات العراقية، وما تتضمنه من ألوان وأشكال، بنكهة عصرية تواكب الحركة التشكيلية العالمية مع الحفاظ على خصوصيتها.

ويوضح الكعبي في هذا السياق، أنه عندما أقام معرضًا في كاليفورنيا الأميركية تفاعل الجمهور مع أعماله بالقول إن "هذا العمل ليس موجودًا عندنا، وليس أوروبيًا.. فهو بالحقيقة من الموروث الحضاري السومري، والبابلي والأشوري، فضلًا عن الموروث المحلي الموجود في مدننا العربية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي