تقطعت السبل بمهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء وسط ظروف قاهرة ودرجات حرارة حرقت بلهيبها أحلامهم التي أرادوا خلالها عبور البحر المتوسط إلى الجهة الأوروبية منه.
وعلى الحدود التونسية الليبية، ما يزال المئات منهم، وبينهم نساء وأطفال وحوامل، عالقين في ظروف تعبّر عنها مشاهد ناطقة عبر الصور التي تظهرهم في أوضاع قاسية ويستغيثون عبرها طلبًا للمساعدة وإنقاذهم من موت محتوم. ويقول أحدهم: "أرجوكم أخرجونا من هنا، نحن سنموت إذا بقينا في هذا المكان".
مناشدات صدحت بها حناجر اكتوت بلهيب صيف يضرب العالم ولم يسبق له مثيل. ويقول المهاجرون إنهم عالقون في جنوب الصحراء على بعد 30 كيلومترًا من حاجز رأس جدير الحدودي مع ليبيا من دون طعام أو شراب.
900 مهاجر قضوا غرقًا قبالة شواطئ تونس
وهم لا يزالون أحياء بينما 900 مهاجر غيرهم باتوا جثثًا بعدما غرقوا قبالة السواحل التونسية منذ مطلع العام حتى الشهر الجاري. هذا ما أعلنه وزير الداخلية التونسي الذي يضيف أن بلاده لن تقبل أي عبور أو توطين للمهاجرين الأفارقة، كما لن تقبل ممارسات غير إنسانية ضدهم، ولكن دون الوقوع في فخ ما وصفه بـ"الاستيطان".
الرئيس التونسي #قيس_سعيد يجدد رفضه أن تكون بلاده مركزا لتوطين المهاجرين غير النظاميين أو أرض عبور لهم 👇#تونس pic.twitter.com/wxNSkVcgLO
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 15, 2023
ويناشد هؤلاء الدول الأوروبية مساعدتهم وإرسال سفن لإنقاذهم. كما تتفاعل قضية المهاجرين أوروبيًا منذ غرق السفينة أدريانا قبالة السواحل اليونانية مُخلّفة نحو 500 قتيل إذ تتعرض أثينا لانتقادات واسعة لعدم محاولتها إنقاذهم. وكذلك التحقيق في مدى تورط وكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتكس" والدور الذي لعبته في ترك السفينة تنقلب لتنتهي معها حكاية مئات الأرواح الفارة من الموت إلى الموت.