يشكل الحفاظ على أمان الأطفال عند استخدامهم لشبكة الإنترنت تحديًا بالنسبة للأهل، فالشبكة العنكبوتية قد تكون مفيدة، كما أنّها قد تكون مضرّة، إذا ما أسيء استخدامها.
وإذا كان بعض الأهالي يستسهلون اتباع أساليب "القمع"، كأخذ الأجهزة من أطفالهم، يتفق الخبراء على أنّ التواصل هو المفتاح، فالحوار المفتوح بين الأهالي وأطفالهم حول سلامتهم عبر الإنترنت هو الأساس.
وانطلاقًا من ذلك، يعرض موقع "ديلي ميل" تسع خطوات لحماية المستخدمين الصغار من المواقع الضارة ومن المحتالين المحتملين، من دون إثارة غضبهم استنادًا لنصائح خبراء الأمن السيبراني.
استخدم تطبيقات الأمان
تقدم تطبيقات الأمان وظائف يمكن أن تساعد في الحفاظ على أمان المستخدمين من الأطفال وذلك عبر مراقبة المواقع التي يزورونها.
وتلفت تاشا جيبسون، مسؤولة الأمن، في شركة "آر أم تيكنولوجي" المتخصصة في حماية المدارس، إلى بعض برامج الأمان المتطورة التي يمكن تثبيتها. فتطبيق "فاميلي تايم" يوفر مراقبة تطبيق "يوتيوب"، وحظر التطبيقات وحدود وقت الشاشة وقائمة مراقبة لجهات الاتصال التي يمكن أن تمنع أرقامًا معينة من الاتصال.
إقفال التطبيقات وحظر المواقع
يقول توم غافني المتخصص في الأمن السيبراني في شركة "أف سيكيور" إنه يمكن للأهل إيقاف بعض التطبيقات مؤقتًا عن العمل لمنع الأطفال من الوصول إليها. وهذا الأمر متاح على الأجهزة التي تعمل بنظام "أي أو أس" وأجهزة نظام "أندرويد".
وتتيح معظم أجهزة توجيه النطاق العريض المنزلية "الواي فاي" حظر مواقع الويب تمامًا، مما يعني أنه لا يمكن الوصول إليها حتى إذا كان الأطفال يستخدمون أجهزة بدون برامج أمان.
استخدم عناصر تحكم
يمكن للوالدين استخدام عناصر التحكم المضمنة في أجهزة "أي أو أس" و "أندرويد" لتقييد وقت الشاشة والحد من استخدام الأجهزة.
وتوضح جيبسون أنه يمكن للمستخدمين تطبيق قيود على ملفات تعريف الأطفال من خلال أدوات مثل "أمازون بارينتس داشبورد" ومركز التحكم في أجهزة "أي أو أس" لإدارة الوقت والوصول في جميع الأوقات.
كما يمكنك استخدام أدوات الرقابة الأبوية للحد مما يمكن للأطفال رؤيته.
استخدام الأجهزة في أماكن محددة
يساعد وضع قواعد خاصة بأماكن استخدام الأجهزة الإلكترونية على ضمان استخدام الأطفال للأجهزة بأمان.
وتضيف جيبسون: "ضع القواعد والحدود كعائلة للاستخدام عبر الإنترنت، على سبيل المثال ما هي الأوقات التي يمكن استخدامها فيها ومدة استخدامها وضمان استخدام الشاشات والأجهزة في المناطق التي يمكنك من خلالها مراقبة الاستخدام".
حظر تثبيت التطبيقات
إذا كنت تعرف التطبيقات التي يستخدمها أطفالك، فيمكنك التأكد من أنهم لا يستخدمون تطبيقات أخرى لا تعرفونها.
قم بتعيين نظام التشغيل الخاص بك للمطالبة بكلمة مرور أو مصادقة بيومترية في كل مرة يتم فيها تثبيت التطبيق.
لا تفترض معرفة الأطفال بالتكنولوجيا
يميل الشباب إلى امتلاك القدرات التكنولوجية بشكل "طبيعي"، لكن لا يجب على الأهل ارتكاب خطأ افتراض فهمهم للمخاطر عبر الإنترنت.
وبحسب "ديلي ميل"، يقول دايفد إم، رئيس قسم الأبحاث الأمنية في شركة "كاسبيرسكي": "عندما تعلّم الطفل كيفية ركوب الدراجة، فإنك تعلمه أيضًا قواعد الطريق. الأمر نفسه ينطبق على عالم الإنترنت. معرفة الجهاز شيء واحد، وما يمكنك فعله به شيء مختلف تمامًا".
ويشير إلى أن تثقيف الطفل حول القوة الحقيقية للجهاز سيساعده على فهم المخاطر.
شارك أطفالك في ألعابهم
قد يكون من الصعب التعامل مع المخاطر التي يواجهها أطفالك من دون فهم البرنامج الذي يستخدمونه. وعلى سبيل المثال، يمكنك التأكد من عدم احتواء البرنامج على وظيفة دردشة يمكن أن تقودهم للتحدث إلى أشخاص لا يعرفونهم.
ويقول إيم: "قد يعني ذلك أنك بحاجة إلى لعب القليل من لعبة ماينكرافت أو روبلوكس ولكنها ستمنحك فكرة أفضل عن المكان الذي يقضي فيه أطفالك الوقت".
علّم الأطفال توخي الحذر
بالنسبة للأطفال، من السهل جدًا الكشف عن البيانات التي يمكن استخدامها في هجمات الاحتيال المتعلقة بالهوية، لذلك علمهم أن يكونوا أكثر حرصًا على الإنترنت.
يقول إيم: "الإفراط في المشاركة أمر خطير. قد تبدو الإجابة على اختبار عبر الإنترنت حول اسمه الأول واسم حيواناته الأليفة والمكان الذي يعيش فيه متعة غير ضارة، لكنها معلومات حيوية تسهل عمل المخترقين.
إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية
ويعاني معظم الأمهات والآباء من إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية ويحذر الخبراء من أن إدمان ألعاب الفيديو والأجهزة أصبح يمثل مشكلة حقيقية في مجتمعاتنا. يخلف أضرارًا صحية على الدماغ ويتسبب باضطرابات قد ينتج عنها حالة من القلق الشديد التعب.
وكانت الاستشارية التربوية والأسرية نورا نحاس قد حذّرت في حديث سابق إلى "العربي"، من أنه لا يجوز استخدام الأطفال ما دون عمر السنة الهاتف "إطلاقًا". وأوضحت أنه يمكن السماح للأولاد من من عمر السنة إلى السنتين باستعمال الأجهزة لمدة نصف ساعة يوميًا كحد أقصى، على أن ترفع الفترة إلى الساعة للأطفال حتى سن الخمس سنوات.
ورأت الاستشارية أن الطفل الذي يتراوح سنه بين ستة أعوام و 13 سنو يمكن أن يستخدم الأجهزة الإلكترونية في ظل مراقبة شديدة من قبل الأمهات والآباء.
لكن نحّاس اعتبرت أن "المشكلة" الحقيقية تبدأ بعد عمر المراهقة ، حيث يواجه الأهل صعوبة في التعامل مع إدمان أولادهم على الألعاب الإلكترونية والمواقع والتطبيقات.
وحول الطرق السليمة لتدارك الأزمة، أكّدت الاستشارية أنه يجب عدم سحب الجهاز من يد الطفل مباشرةً، بل مقاربة الوضع بشكل تدريجي عبر وضع قوانين متفق عليها.. بهدف الوصول إلى استخدام مقنن ومرشد للجهاز".