يعد التلوث السمعي ثاني أكبر تهديد بيئي لصحة الإنسان، وفقًا لوكالة البيئة الأوروبية. ورغم أن الكثير من الناس لا يدركون الضرر الذي يسببه ذلك، إلا أنه يؤدي إلى 12 ألف حالة وفاة مبكرة سنويًا، بحسب الوكالة.
كما حذّر بحث أعدته الكلية الأميركية لأمراض القلب، من أن التلوث السمعي يمكن أن يضرّ بصحة الإنسان.
التلوث السمعي وتأثيره على صحة القلب
ففي دراسة جرت على 16 ألف شخص، تبيّن أن أولئك الذين يعيشون في بيئات أكثر ضوضائية هم أكثر عرضة للإصابة بنوبات قلبية.
وانقسم المشاركون بين أولئك الذين عانوا من معدل ضوضاء يبلغ 65 ديسيبلًا (وحدة قياس الصوت) أو أعلى، على غرار محادثة أو ضحك بصوت عال، وأولئك الذين تعرضوا لمعدل منخفض من الضوضاء، أي أقل من 50 ديسيبل.
وتتنوع مصادر هذا التلوث، فقد يكون ناتجًا عن البشر أو وسائل النقل أو غيرها من الأشياء التي تحيط بنا في حياتنا اليومية.
ويبدو أن التلوث السمعي لا مفر منه؛ ففي مطار هيثرو البريطاني على سبيل المثال، يتعرض حاليًا ما لا يقل عن 725 ألف شخص لضوضاء الطائرات، بحسب صحيفة "الغارديان".
كما تعد أصوات أبواق السيارات ومحركاتها، إضافة إلى محادثات الناس في الشوارع والضجيج المنبعث من مواقع البناء ومولدات الكهرباء، من أبرز مسببات التلوث السمعي.
أضرار صحية
وكانت مجلة "كونسيومر" قد نشرت تقريرًا منذ عامين، كشف أن إسبانيا وتركيا ومصر والصين من أبرز الدول التي تعاني من مستويات ضجيج عالية.
في هذا السياق، لفت أستاذ الصحة العامة في الجامعة الأميركية في بيروت فؤاد فؤاد، في حديث سابق إلى "العربي" من بيروت، إلى أن منظمة الصحة العالمية تعرّف التلوث السمعي بأنه ارتفاع الصوت لمستويات تزيد عن 70 ديسيبلًا، موضحًا أن هذا الرقم يمكن الوصول إليه بسهولة في الحياة اليومية.
وأشار إلى أن التعرض للضجيج لأكثر من 8 ساعات يوميًا يؤدي إلى أضرار تبدأ بعدم السمع، وتصل إلى آثار نفسية مرورًا بالتسبب بارتفاع الضغط الشرياني.
