في أكبر هجوم صاروخي تشنه منذ أسابيع، قصفت روسيا مرافق للطاقة في أنحاء أوكرانيا اليوم الخميس، إذ أطلقت ما يعده مسؤولون أوكرانيون الجولة الأولى من حملة جوية جديدة على شبكة الكهرباء الوطنية.
ووردت تقارير عن انقطاع الكهرباء في خمس مناطق في الغرب والوسط والشرق، ليعيد ذكريات الضربات الجوية المتعددة على البنية التحتية الحيوية في الشتاء الماضي، والتي تسببت في انقطاع الكهرباء عن الملايين على نطاق واسع خلال البرد القارس.
وأفاد مسؤولون بأن ما لا يقل عن 18 شخصًا أصيبوا في الضربات الجوية منهم طفلة عمرها 9 أعوام، بينما قال حاكم إقليمي إن "شخصين قتلا جراء قصف روسي آخر خلال الليل".
وكتب المشرع أندريه أوسادتشوك على منصة "إكس": "الشتاء قادم. اليوم تجدد (روسيا) هجماتها الصاروخية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا".
وذكرت "أوكرنرجو"، الشركة المشغلة لشبكة الطاقة في أوكرانيا، أن ذلك هو الهجوم الروسي الأول على البنية التحتية للطاقة منذ ستة أشهر، وقالت: إن "أضرارًا لحقت بمرافق في مناطق بغرب ووسط البلاد".
وأضافت أن الهجوم تسبب في انقطاع الكهرباء في مناطق ريفنه وجيتومير وكييف ودنيبروبتروفسك وخاركيف.
"منشآت صناعية عسكرية"
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن هجومها استهدف منشآت صناعية عسكرية ومراكز لتدريب مجموعات تخريبية ومنشآت مخابرات للحصول على المعلومات عن طريق اعتراض وتفسير الاتصالات اللاسلكية.
وأضافت أنها أصابت جميع أهدافها.
ولم تعلق روسيا على الضربات الجوية الجديدة، وتقول إن أوكرانيا تهاجم أهدافًا داخل روسيا في ظل مواصلة كييف هجومها المضاد في الشرق والجنوب لصد الهجوم الروسي المستمر منذ 19 شهرًا.
ووقعت هذه الهجمات بعد ساعات من إعلان موسكو إسقاط ما مجموعه 22 مسيرة أوكرانية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها، وفوق البحر الأسود وفي منطقتي بيلغورود وأوريل.
من جانبه، أعلن الجيش الأوكراني أنه استهدف مطارًا عسكريًا روسيًا بالقرب من بلدة ساكي في شبه جزيرة القرم خلال الليل بمسيرات وصواريخ.
من جهتها، أعلنت السلطات الروسية في شبه جزيرة القرم أن الدفاعات الروسية المضادة للطائرات أحبطت هذا الهجوم الذي شنته أوكرانيا، مما أدى إلى تكثيف الضربات على شبه الجزيرة التي ضمتها وفي البحر الأسود.
وتأتي هذه الهجمات المتبادلة بعدما ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء في الأمم المتحدة بـ"العدوان الإجرامي" الروسي و"تعطيل" المنظمة الدولية، بسبب حق النقض الذي تتمتع به موسكو في مجلس الأمن.
أوكرانيا تحذر من أشهر صعبة
وفي أعقاب هجوم صاروخي "واسع النطاق" شنته روسيا على مختلف أنحاء البلاد ليلًا، حذّرت أوكرانيا الخميس من "أشهر صعبة"، في الوقت الذي يزور فيه فولوديمير زيلينسكي واشنطن لطلب مزيد من الأسلحة.
وزار الرئيس الأوكراني الكونغرس الأميركي، حيث يبحث النواب في مساعدات عسكرية وإنسانية جديدة محتملة ومن المتوقع أن يستقبله الرئيس جو بايدن.
وأعلن زيلينسكي على تلغرام أنه "تم إسقاط معظم الصواريخ، معظمها وليس كلها"، داعيًا الغرب إلى تسليم بلاده المزيد من الأنظمة المضادة للطائرات.
ومع قرب حلول فصل الشتاء، تخشى السلطات في كييف تكرار روسيا إستراتيجية اعتمدتها عام 2022 قامت على استهداف منشآت الطاقة من أجل قطع الكهرباء والتدفئة عن السكان.
تعزيز قدرات الدفاع الجوي لأوكرانيا
من جهته، أعلن البيت الأبيض الخميس أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا قدرات "كبيرة" للدفاع الجوي، لكن الرئيس جو بايدن لا يرغب في المرحلة الراهنة تزويد كييف صواريخ "أتاكمس" البعيدة المدى، والتي يطالب بها الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان في مؤتمر صحافي: إن الرئيس الأميركي "قرر أنه لن يزود (كييف) صواريخ أتاكمس، لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال مستقبلًا".
واعتبر مستشار البيت الأبيض أنه بفضل المساعدة العسكرية الأميركية خصوصًا، نجحت القوات الأوكرانية "في تحرير أراض خلال ثلاثة أشهر تفوق ما تمكن الروس من الاستيلاء عليه في ثمانية أشهر".
وقال ساليفان: "مدن كبرى عديدة في أوكرانيا ليست تحت الاحتلال أو السيطرة الروسية اليوم. أولًا بفضل شجاعة الجنود الأوكرانيين والشعب الأوكراني الذي يدعمهم، ولكن أيضًا، وإلى حد كبير، بفضل الدعم المادي الذي قدمناه".
ويطالب بعض أعضاء الكونغرس الأميركي من المعارضة الجمهورية الولايات المتحدة بوضع حد للمساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا، معتبرين أن قضيتها خاسرة.