أعلن البنك الدولي الذي جمّد في نهاية أغسطس/ آب مساعداته لكابل بعد استعادة حركة طالبان السلطة، عن تحويل مساعدة إنسانية بقيمة 280 مليون دولار لأفغانستان باستخدام أموال مخصّصة "للصندوق الاستئماني لإعادة إعمار" الدولة الأفغانية.
وقال البنك الدولي في بيان إن الجهات المانحة في الصندوق: "قررت اليوم تحويل 280 مليون دولار بحلول نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2021 إلى اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي".
وأشار إلى أن هذا القرار يمثل "الخطوة الأولى" نحو "تقديم مساعدة إنسانية للشعب الأفغاني في هذا الوقت الحرج".
و"الصندوق الاستئماني لإعادة إعمار أفغانستان" هو صندوق ائتمان متعدّد المانحين مهمّته تنسيق المساعدات الدولية الرامية إلى تحسين حياة ملايين الأفغان، فيما يدير البنك الدولي هذا الصندوق نيابة عن الجهات المانحة التي بلغ عددها حتى اليوم 34 مانحًا، وفقًا لموقعه الإلكتروني.
وحتى استيلاء طالبان على السلطة في البلاد، ظلّ "الصندوق الاستئماني لإعادة إعمار أفغانستان" أكبر مصدر لتمويل التنمية في أفغانستان، إذ كان يموّل ما يصل إلى 30% من ميزانية أفغانستان ويدعم الوظائف الحكومية الأساسية"، وفقًا للمصدر نفسه.
وقال البنك الدولي: إن اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي، وهما منظمتان تابعتان للأمم المتحدة، لديهما قدرة لوجستية على الأرض للاستفادة من هذه الأموال بشكل جيد.
"سد فجوات التمويل"
وأشار إلى أن هذه الأموال ستساعد في "سد فجوات التمويل في برامجهما الحالية لتقديم خدمات في مجال الصحة والتغذية، مباشرةً إلى الشعب الأفغاني".
وأوضح البنك الدولي أن اليونيسف ستتلقى 100 مليون دولار وبرنامج الأغذية العالمي 180 مليون دولار.
وقال: إنّ هذه الأموال ستُمكّن يونيسف "من تزويد 12,5 مليون شخص بالخدمات الصحّية الأساسيّة والضروريّة، بالإضافة إلى تلقيح مليون شخص، في حين سيتمكّن برنامج الأغذية العالمي من تقديم مساعدة غذائيّة لـ2,7 مليون شخص، ومساعدة في مجال التغذية لما يقرب من 840 ألف أمّ وطفل".
Donors agreed on Friday to transfer $280 million from a frozen, trust fund to the World Food Program (WFP) and UNICEF to support nutrition and health in Afghanistan, the World Bank said as it seeks to help a country facing famine and economic freefall, Reuters reported. pic.twitter.com/RRHKo2jLqS
— RTA World (@rtaworld) December 11, 2021
ومنذ عام 2002، قدّم "الصندوق الاستئماني لإعادة إعمار أفغانستان" دعمًا من خلال برامج وطنية، مثل الحدّ من وفيات الرضع وتحسين تعليم الأطفال.
وفي نهاية أغسطس/ آب الماضي، أعلن البنك الدولي تعليق مساعداته المخصّصة لأفغانستان، مؤكّدًا في الوقت نفسه أنّه يبحث في "سبل البقاء ملتزمين... بمواصلة دعم الشعب الأفغاني".
ويواجه الشعب الأفغاني أزمة اقتصادية حادة ونقصًا في الغذاء وتزايدًا في معدّلات الفقر، بعد أشهر من عودة طالبان إلى السلطة.
ويتمثّل أحد أبرز التحدّيات في إيصال الأموال إلى أفغانستان، من دون أن تتعرّض المؤسّسات المالية للعقوبات الأميركية المفروضة على حركة طالبان.