بعد نحو أسبوعين من تسجيل أول حالة إصابة بالكوليرا في لبنان، أعلن وزير الصحة، فراس الأبيض، اليوم الأربعاء، وجود انتشار واسع للمرض في البلاد، مؤكدًا أن معظمه لدى النازحين السوريين.
وخلال مؤتمر صحفي عقده الوزير بمقر وزارة الصحة في العاصمة اللبنانية بيروت، أكد زيادة الإصابات لدى المواطنين اللبنانيين.
ومضى يقول: "كلنا نعلم أن تأمين المياه النظيفة مهمّ بالنسبة لمنع انتشار الكوليرا، ونقوم بجهود لذلك".
إصابات جديدة
وبيّن الأبيض، أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، أمّنت كمية من المازوت تستعمل في محطات ضخ المياه في البقاع والشمال، للتخلص من أي مياه يمكن أن تكون ملوثة.
وأوضح الوزير اللبناني، أن "المياه التي تبقى في الأنابيب تصبح ملوثة بعد فترة، ومن المهم تأمين طاقة كهربائية لمحطات ضخ المياه، لتأمين المياه النظيفة".
والكوليرا مرض ينتقل عن طريق المياه، ويسبب إسهالًا حادًا يهدد حياة المريض إذا لم يخضع للعلاج.
وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلنت الوزارة تسجيل أول إصابة بالكوليرا في البلاد منذ عام 1993، وذلك في محافظة عكار، قبل أن تعلن أول حالة وفاة بالمرض بتاريخ 13 من الشهر المذكور.
وفي وقتٍ سابق الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة في تقرير ارتفاع عدد وفيات الكوليرا إلى 5، وتسجيل 80 إصابة جديدة، ليبلغ العدد التراكمي 169 إصابة.
تجهيز مستشفى ميداني
وتعمل وزارة الصحة اللبنانية، على تجهيز مستشفى ميداني في عرسال، فضلًا عن وجود 8 مستشفيات ميدانية جاهزة تُوزّع عليها المستلزمات العلاجية والأمصال، وفق الأبيض.
وأشار الأبيض إلى أنّ "كميات لقاحات الكوليرا المتوافرة عالميًا قليلة بسبب تواجد بؤر عدّة للكوليرا، لكننا حصلنا على وعدٍ بتأمين كمياتٍ من اللقاحات".
ونشرت الوزارة إرشادات للوقاية من الإصابة بالكوليرا ومنع انتقال العدوى، أبرزها الاهتمام بنظافة المأكل والمشرب والنظافة الشخصية.
وبحسب تقديرات لبنانية، يوجد في البلاد 1.8 مليون لاجئ سوري، منهم نحو 880 ألفًا فقط مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما يوجد حوالي 200 ألف لاجئ فلسطيني.
ويأتي انتشار المرض في وقت يشهد لبنان انهيارًا اقتصاديًا مزمنًا منذ ثلاث سنوات أتى على مؤسسات حكومية نهشها الفساد والمحسوبية لعقود.
وكانت الأمم المتحدة قالت الشهر الماضي، إنه يعتقد أن تفشي المرض في سوريا المجاورة، مرتبط بري المحاصيل باستخدام مياه ملوثة، وشرب مياه غير آمنة من نهر الفرات الذي يشطر سوريا من الشمال إلى الشرق.