دخلت وحدة "الأشباح" الإسرائيلية، وهي إحدى الوحدات الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي. مدينة غزة فيما يشبه "عملية انتقامية" لها.
فماذا نعرف عن الوحدة "888" التي أنشأها الجيش الإسرائيلي عام 2019 وكيف تؤثر في حرب غزة؟
وحدة الأشباح.. متعددة الأبعاد
يوضح الخبير في الدراسات الأمنية عمر عاشور أن وحدة الأشباح، أو الوحدة "888"، هي وحدة متعددة الأبعاد.
ويقول عاشور إن "فلسفة هذه الوحدة تحديدًا هي تسريع ما يسمى بحلقة الكشف والقتل، بهدف جمع عدد كبير من الأسلحة من القوات الجوية شاملة فوق 30 ألف قدم، كالـF-16، تحت الـ20 ألف قدم، كالمروحيات والمسيّرات ثابتة الجناح كالـSkylark والـQuadcopters، أو المسيرات العمودية".
ووفقًا للخبير في الدراسات الأمنية، يتضمن ذلك المسيرات الصغيرة للغاية التي تستطيع أن تدخل الأنفاق، أو الكبيرة التي ترصد (الهدف)، بالإضافة إلى البنادق الآلية وبنادق القنص.
كما يتم دمج المستوى البري للحرب، شاملًا أسلحة المدرعات، الهندسة القتالية، المشاة المجنزر والقوات التي تعمل تحت الأرض.
عملية سريعة للغاية
ويشرح عاشور أن عملية الكشف عن موقع العدو وقتله ستكون سريعة لأنها تحدث ضمن وحدة صغيرة، تستطيع أن تتعامل بسرعة كبيرة وبالتالي لا تمهل الطرف الآخر فرصة لأن يهرب أو يختفي أو يحتمي بشيء لأن الضربة ستكون سريعة للغاية.
وللمقارنة، يوضح عاشور أنه في حلقة القتل والكشف في أوكرانيا، يبلغ المعدل خمس دقائق، وهذا كان يعتبر سريعًا للغاية مقارنة بالحروب التاريخية الأخرى. فكانت في العراق بحدود 15 إلى 20 دقيقة. فلو تم كشف الهدف استطلاعًا، ستستهدفه المدفعية أو القوات الجوية في خلال 15 إلى 20 دقيقة.
لكن الهدف من الفرقة "888" هو أن يكون الفارق ما بين كشف العدو وقتله غمضة عين، لكنها لم تصل إليه بعد.
وحدة تدمج خمسة أبعاد للحرب
ويتبع لهذه الوحدة أفراد من المشاة الراجلة، وعناصر من المشاة المجنزر وعناصر من المشاة المنقول وعناصر عدة من القوات الخاصة، وكذلك عناصر من القوات الجوية ومن فيلق المدفعية الإسرائيلي وفيلق الدروع، بحسب الخبير في الدراسات الأمنية.
وتعد هذه الوحدة من الوحدات النادرة التي دمجت على الأقل خمسة من سبعة أبعاد للحرب. فقد دمجت البعد البري والإلكتروني والسيبراني والجوي وكذلك البعد الخاص بالعمل تحت الأرض.
ففي الحرب ودراسات الحرب، غالبًا ما تظهر الإشكاليات والمشكلات بعد زمن. وكما يقال، الكل له خطة حتى يشتبك مع العدو، الكل له إستراتيجية حتى يُلكم في الوجه، بحسب عاشور.
كما أنه من النادر جدًا أن تقلب وحدة واحدة أو سلاح واحد مسار الحرب، باستثناء السلاح النووي. وستسهم (وحدة رفائيم) في محاولة تحقيق أهداف الإسرائيليين (في غزة)، ولكن يصعب التنبؤ ما إذا كانت ستكون حاسمة أم لا.
وفي إطار الاشتباكات مع كتائب القسام في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خسرت هذه الوحدة أربعة من أعضائها، قائدها واثنين من ضباطها وضابط صف لها، وها هي تشارك الآن في ما يمكن أن يسمى عملية انتقامية لها، بحسب ما يشير عاشور.