الجمعة 6 Sep / September 2024

"دعم حتى النصر".. ما الملفات التي يحملها بلينكن إلى كييف؟

"دعم حتى النصر".. ما الملفات التي يحملها بلينكن إلى كييف؟

شارك القصة

"العربي" يناقش أسباب زيارة بلينكن غير المعلنة إلى كييف (الصورة: غيتي)
قال بلينكن إن بلاده تريد التأكد من أن أوكرانيا لديها بالفعل ما تحتاجه وأنها تمتلك رادعًا قويًا، مشيرًا إلى أن الهجوم الأوكراني المضاد "مشجعٌ للغاية".

جدد وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن من كييف، التزام واشنطن بمواصلة دعم الأوكرانيين في حربهم ضد روسيا حتى تحقيق النجاح.

وقال بلينكن للصحافيين، إن بلاده تريد التأكد من أن أوكرانيا لديها بالفعل ما تحتاجه وأنها تمتلك رادعًا قويًا، مشيرًا إلى أن الهجوم الأوكراني المضاد "مشجعٌ للغاية".

وأتى ذلك مع وعود أميركية جديدة بوصول حزمة مساعدات عسكرية ضخمة هدفها كما يقول المسؤولون الأميركيون: النيل من المواقع البرية الروسية، وتزويد القوات الأوكرانية المتقدمة بدعمٍ جوي.

اتهامات موسكو

في المقابل، اتهم بيان صادر عن الكرملين في موسكو البيت الأبيض بمواصلة دعم كييف "حتى آخر أوكراني"، لتبقى في حالة حربٍ دون أن تبخل بالمال.

وشدد البيان الروسي على أن ذلك لن يؤثر على مسار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

ودائمًا ما تعلن موسكو أنها قادرة على التصدي لما تصفه محاولات الغرب بقيادة الولايات المتحدة، في دعمها كييف بالعتاد العسكري وتقديم كل المساعدات لصد هجوم الروسي حتى وصل الأمر بواشنطن إلى تزويد الأوكرانيين بالأسلحة المحرمة دوليًا.

وعلى الرغم من إغراق كييف بكل ما تحتاجه من العتاد العسكري، إلا أن ذلك لم ينفع في إحراز تقدمٍ ملموسٍ في الهجوم المضاد ضد الجيش الروسي منذ 5 أشهر، وهو ما اعترف به الأوكرانيون قبل غيرهم، بينما تقول روسيا إنه "فشل تمامًا" ويتم التصدي لجميع هجماته.

وكل هذا دفع بموجة الجدل إلى التضخم أكثر في أروقة السياسة الأميركية، خاصة في الكونغرس بشأن نجاعة الاستمرار في مواصلة دعم الأوكرانيين دون تحقيق الحد الأدنى من الأهداف بينما تستمر كييف بطلب المزيد من العتاد.

ما رسائل بلينكن من كييف؟ 

وتعقيبًا على تصريحات بلينكن، تظن رئيسة معهد "نيو لاينز" للإستراتيجيات والسياسات كارولين روز أن الولايات المتحدة تشجّع الهجوم المضاد وترغب بأن تكون النتائج الأسرع، على الرغم من صعوبة التقدم الأوكراني على الخطوط الأمامية.

وتردف روز في حديث مع "العربي" من واشنطن: "ما نراه في الزيارة غير المعلنة التي قام بها بلينكن إلى كييف اليوم، أنها تدل على سلسلة التواصل بين أوكرانيا والولايات المتحدة، في ظل الإعلان عن مساعدات جديدة ستقدمها واشنطن تشمل معدات مهمة جدًا مثل الأنظمة الدفاعية".

فمن شأن هذا الدعم، أن يؤدي إلى تغيير في الهجمة الأوكرانية في الميدان وفق روز التي تتوقع أن الولايات المتحدة تعد لحزمة أخرى لزيادة الدفاعات الأوكرانية.

وتقدر حزمة المساعدات الأميركية الجديدة بمليار دولارات، وتتضمن صواريخ "جافلين" وأسلحة مضادة للدبابات وحتى ذخيرة يورانيوم منظم.

أما عن أهداف زيارة بلينكن، فترى رئيسة معهد "نيو لاينز" أنها للتأكيد على أن القوات الأوكرانية والحكومة ستواصل الحصول على الدعم من الولايات المتحدة الأميركية، وتقديم دفعة إضافية لتشجيع الهجمة المضادة لا سيما في شرق أوكرانيا.

كما يحاول وزير الخارجية الأميركية بعث رسالة إلى الداخل الأميركي مفادها أن الولايات المتحدة تعمل بجهدٍ لتشجيع وتنمية هذه الهجمة المضادة، والتأكيد على أن الحزمات التي يوافق عليها الكونغرس سيكون لها تأثير إيجابي على الأرض لا سيما مع تصاعد التشكيك بين صفوف المحافظين في المجلس، بحسب روز.

زيلينسكي مستقبلًا بلينكن في كييف - غيتي
زيلينسكي مستقبلًا بلينكن في كييف - غيتي

ما خلفيات الرد الروسي؟

من جهتها، تتطرق المستشارة في المركز الروسي للشؤون الدولية إيلينا سوبونينا إلى نظرة موسكو لاستمرار الدعم العسكري الغربي والأميركي للقوات الأوكرانية، مشيرةً إلى أن العديد من الروس يرون أن الأميركيين يدعمون أوكرانيا بهدف إطالة هذه المواجهة العسكرية.

وتردف من موسكو أنه "ليس من باب الصدفة أن يأتي البيان الرسمي من الكرملين ليشير إلى هذه المقولة، التي تنتشر بين المواطنين الروس حتى".

وبرأيها، تثبت زيارة بلينكن اليوم ما كانت تقوله روسيا دائمًا عن أن مفاتيح هذه المواجهة بيد واشنطن، أي إن أوكرانيا ليست هي من تقرر مصير الحرب.

بلينكن مع نظيره الأوكراني في أحد فروع "ماكدونالدز" بكييف - غيتي
بلينكن مع نظيره الأوكراني في أحد فروع "ماكدونالدز" بكييف - غيتي

بالتالي، ستكون المفاوضات الرئيسية بنهاية المطاف ما بين موسكو وواشنطن، ولكن توقيتها بعيد لا سيما وأن زيارة وزير الخارجية الأميركي قد أظهرت أن أميركا لن تتوقف في مخططها رغم تعثر الهجوم المضاد، على حد قول سوبونينا.

وتتابع المستشارة في المركز الروسي للشؤون الدولية في حديثها مع "العربي": "هذا أمر مؤسف، خاصة بعد محاولة تركيا إيجاد سبلٍ سلمية وخارطة طريق لهذه الأزمة، في حين أن أميركا تقوم بالعكس عبر تزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة".

ما أسباب تأخر نتائج الهجوم المضاد؟

أما النائبة في البرلمان الأوكراني كرافتشوك يفينيا، فتذكّر بوعد موسكو باجتياح كييف خلال أيام عقب بداية الهجوم العسكري الروسي على بلادها، إلا أنه اليوم وبعد أكثر من سنة على الحرب يزور وزير خارجية أميركا العاصمة الأوكرانية للمرة الثانية ما يظهر قوة أوكرانيا في هذه المرحلة.

وتوضح يفينيا أنه خلال الأشهر الـ5 من الهجوم المضاد، استعادت أوكرانيا عددًا كبيرًا من الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ فبراير/ شباط الماضي، رغم الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الأوكراني.

وتضيف النائبة الأوكرانية لـ"العربي": "الهجوم المضاد حتى الآن ناجح، وفي هذا العام أيضًا تمكنا من تحرير مناطق كبيرة وإرغام الجيش الروسي على مغادرة القرى الجنوبية في زابوريجيا وغيرها".

رغم ذلك، تلفت يفينيا إلى أن النتائج الملموسة قد تتطلب وقتًا أطول مما توقع البعض، لكنها تشدد على أن أوكرانيا ستنتصر في هذه الهجمة وستحرر كل أراضيها، لافتةً على أن هذه الحرب "ليست لعبة أو فيلمًا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close