دعا المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في السكن إلى تأسيس محكمة دولية جديدة تعنى بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مع استمرار العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على القطاع منذ 80 يومًا.
وأشار "بالاكريشنان راجاغوبال" يوم أمس الأحد في منشور له على منصة إكس، إلى أن "ما يحدث في غزة هو انعكاس لمفهوم الإفلات المؤسسي من العقاب".
وأضاف: "إذا لم تتحرك المحكمة الجنائية الدولية في وقت قريب جدًا، فسوف نحتاج إلى محكمة دولية خاصة".
"للتركيز على توسيع التحقيق"
وقد رأى مدير مركز "عدالة" في حيفا حسن جبارين في حديث إلى "العربي"، أن دعوة راجاغوبال الذي يعد من أبرز الشخصيات الدولية الداعمة لمجال حقوق الإنسان، هي دعوة هامة إعلاميًا وعلى الصعيد التوعوي، لكن في المجال القانوني فإن تلك الدعوة تخص المحكمة الجنائية الدولية.
ولفت إلى أن المحكمة الجنائية كانت قررت البت في القضايا المتعلقة بفلسطين ومن ضمنها قطاع غزة، واعدة أن تفتح تحقيقًا في ملف حرب إسرائيل على القطاع عام 2014، إلى جانب مسألة الاستيطان في الضفة الغربية.
وأكد أن المطالب يجب أن تتركز على توسيع تلك التحقيقات لتشمل العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة، دون الحاجة لإقامة محكمة دولية خاصة لهذه الحرب.
وتؤكد جماعات حقوق إنسان فلسطينية على أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان يتعامل بشكل غير متكافئ في العدوان الإسرائيلي على غزة وانتهاكات حقوق الإنسان.
ورفضت تلك الجمعيات الاجتماع مع خان في الأول من الشهر الجاري، عقب قيام خان بزيارة إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.
جرائم حرب
والشهر الماضي، وجّه محام فرنسي رسالة باسم ثلاث منظمات غير حكومية فلسطينية إلى المحكمة الجنائية الدولية للتنديد خصوصًا "بجرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وجاء في الرسالة التي وجهت إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية: أن الوقائع التي عرضتها مؤسسة الحق ومركز الميزان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان هي "نية الإبادة الجماعية والتحريض على إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب".
وتتزايد المطالبات الحقوقية بضرورة فتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقًا في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وكانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق عن وجود أدلة واضحة على احتمال ارتكاب جرائم حرب في ما وصفته بـ"أعمال العنف الأخيرة" في قطاع غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر، يشن الاحتلال عدوانًا على غزة أسفر حتى أمس الأحد عن استشهاد 20424 فلسطينيًا، وجرح أكثر من 54 ألف آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة لدمار هائل في المباني والبنية التحتية وكارثة إنسانية متفاقمة.