السبت 2 نوفمبر / November 2024

دعوة أممية لمعالجة العنصرية.. احتجاجات الشارع الفرنسي الغاضب تتواصل

دعوة أممية لمعالجة العنصرية.. احتجاجات الشارع الفرنسي الغاضب تتواصل

شارك القصة

نافذة تحليلية عبر "العربي" على المشهد الفرنسي وتصريحات ماكرون (الصورة: رويترز)
أعلن ماكرون أنه سيتم نشر قوات أمنية إضافية للسيطرة على الاضطرابات التي تشهدها أنحاء مختلفة من فرنسا، في أعقاب مقتل فتى برصاص شرطي.

لا يبدو أن الأمور تسير نحو التهدئة في الشارع الفرنسي الغاضب، حيث أقام محتجون فرنسيون الحواجز وأضرموا النيران وأطلقوا الألعاب النارية على الشرطة احتجاجًا على إطلاق أحد أفرادها النار على شاب يبلغ من العمر 17 عامًا ما أدى إلى مقتله.

وأشعلت والدة الفتى القتيل نائل، ذي الأصول الجزائرية، جذوة الغضب من جديد بتصريحاتها عن وجود دوافع عنصرية وراء الحادثة، مشيرة إلى أن الشرطي لم يكن مضطرًا لسفك دم ابنها.

حشد وسائل إضافية

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيتم نشر قوات أمنية إضافية للسيطرة على أعمال الشغب والاضطرابات التي تشهدها أنحاء مختلفة من البلاد، في أعقاب مقتل الفتى برصاص شرطي.

وقال ماكرون في كلمة ألقاها خلال اجتماع أزمة مع أعضاء من حكومته: إن وزارة الداخلية ستعمل على حشد "وسائل إضافية" للتعامل مع الاحتجاجات العنيفة، منددًا بـ"الاستغلال غير المقبول لوفاة مراهق". كما دعا منصات التواصل الاجتماعي إلى حذف مشاهد الشغب "الحساسة".

وأدان من يستغلون الوضع وكذلك مفتعلي "أعمال العنف البحتة، التي لا مبرّر لها وهي غير مشروعة".

ورحّب ماكرون بالاستجابة "السريعة والمناسبة" للشرطة، معلنًا أن وزارة الداخلية ستنشر "موارد إضافية".

إلى ذلك، دعا رئيس الجمهورية الفرنسية "الأهل إلى التحلّي بالمسؤولية". وقال: "من الواضح أن الوضع الذي نعيشه.. هو نتيجة جماعات منظمة وعنيفة ومجهزة في بعض الأحيان، ونحن ندينها ونوقفها وستُقدم للعدالة، ولكن، هناك أيضًا عدد كبير من الشباب. ثلث المعتقلين في الليلة الماضية هم من الشباب، وبعضهم صغار جدًا".

ونفذت الشرطة الفرنسية منذ ليل الخميس مئات التوقيفات، خصوصًا في باريس وضواحيها. وأُصيب نحو 250 شرطيًا بجروح خلال الليل.

إلى ذلك، حذرت بريطانيا رعاياها المسافرين إلى فرنسا من تعطل التنقلات البرية، بما في ذلك حظر تجوّل محتمل.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في تعليماتها للسفر المنشورة عبر الإنترنت: "قد تكون هناك حالات تعطل في السفر برًا، وربما تتقلص خدمات وسائل النقل المحلية".

وأضافت: "ربما تفرض بعض السلطات المحلية حالات حظر تجوّل. لا يمكن التنبؤ بمواقع أعمال الشغب أو توقيت حدوثها. عليكم متابعة وسائل الإعلام وتجنب المناطق التي تشهد أعمال الشغب".

الأمم المتحدة تدعو لمعالجة قضايا العنصرية

في غضون ذلك، أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها إزاء مقتل الشاب نائل على يد الشرطة الفرنسية، وحثت حكومة البلاد على معالجة "قضايا العنصرية العميقة" في أجهزة إنفاذ القانون.

وقالت رافينا شامداساني الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في مؤتمر صحفي عقدته بمدينة جنيف السويسرية: "حان الوقت لفرنسا للتعامل بجدية مع قضايا العنصرية العميقة والتمييز في أجهزة إنفاذ القانون".

وأضافت أنه "يجب فتح تحقيق في أسرع وقت في جميع مزاعم استخدام القوة المفرطة خلال الاحتجاجات في فرنسا".

وشددت المسؤولة الأممية على أهمية التجمع السلمي على خلفية مقتل الشاب.

باريس ترد على الأمم المتحدة

كما دعت السلطات الفرنسية إلى ضمان أن استخدام القوة من قبل الشرطة "يحترم دائمًا مبادئ الشرعية والضرورة والتناسب وعدم التمييز والمساءلة".

اتهام الأمم المتحدة ردت عليه باريس، معتبرة أن "لا أساس له من الصحة".

وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن "أي اتهام لقوات الشرطة في فرنسا بالعنصرية أو التمييز المنهجي لا أساس له من الصحة".

وشددت الوزارة على أن "الفحص الدوري الشامل الأخير الذي خضعت له بلادنا مكننا من إثبات ذلك"، مضيفة أن "فرنسا وقوات إنفاذ القانون التابعة لها تكافح العنصرية وجميع أشكال التمييز بحزم. ولا مجال للتشكيك في هذا الالتزام".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات