بعد تسعة أشهر من الحرب على قطاع غزة، استقبل طفل فلسطيني الحياة بداخل حاضنة بمستشفى شهداء الأقصى يلفه شعور الفقدان بمن منحته الحياة.
أضيف الطفل إلى قائمة أكثر من 19 ألف يتيم وفق تقديرات الأمم المتحدة في شهر أبريل/ نيسان الماضي، والعدد في تضاعف مستمر.
يقول أحد أقارب الطفل لـ"التلفزيون العربي"، إنهم أخرجوا الجنين من بطن والدته، لكنها استشهدت بعد ذلك.
ويواجه الأيتام بمفردهم هذه الحياة بلا سند أو معيل. وأصبحت سوار عبد الهادي يتيمة وهي الناجية الوحيدة من غارة استهدفت عائلتها في مخيم البريج للاجئين، ما أسفر عن استشهاد كامل عائلاتها.
تمزيق النسيج الاجتماعي
وتقول عمتها إن الطفلة أصبحت وحيدة، فلم يبق لديها سوى جدها وجدتها، وهما كبيران في السن ويعانيان من الأمراض ولا يقدران على رعايتها.
إنقاذ سوار ليس الأول من نوعه في القطاع، حيث نشرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة تقريرًا يفيد باستشهاد 10 آلاف امرأة في القطاع، منهن نحو 6 آلاف أم تركن وراءهن أطفالًا وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وتروي إحدى المواطنات أن الاحتلال قصف شارعًا فاستشهدت العائلة بأكملها، ولم يتبق منها إلا طفلة رضيعة، ظلت في الشارع لـ12 ساعة قبل أن ينقذها جدها.
ويفيد الدفاع المدني الفلسطيني بأن ما بين 15 ألفًا و25 ألف يتيم فقدوا أحد الوالدين أو كليهما، بحسب تقديرات شهر يوليو/ تموز. وسوف تطارد هذه الحالات القطاع عقودًا طويلة وتمزق نسيجه الاجتماعي لسنوات قادمة، وفق المنظمة الأممية.
وتتحدث هذه المنظمة عن صعوبات جمة تواجه الجمعيات الإنسانية المحلية في احتواء هؤلاء الأيتام، مع صعوبة العثور على عائلات مضيفة جراء حالات النزوح المستمرة والتشتت الدائم الذي تمر به العائلات الناجية من الحرب الإسرائيلية المدمرة.