شهد العالم وخصوصًا أوروبا هذا العام ارتفاعًا كبيرًا بدرجات الحرارة ما أدى إلى حدوث حرائق كبيرة إضافة إلى جفاف وكوارث بيئية أخرى.
ويهدد ارتفاع درجات الحرارة بضياع كنوز من البيانات العلمية الثمينة الكامنة بين طبقات الأنهر المتجمدة.
فاستنادًا إلى عمر هذه المواد والعمق الذي وجدت فيه، يمكن للعلماء استنتاج عمر تاريخ نمو الجليد في الفترات الباردة أو عندما تسببت الظروف الأكثر دفئًا بذوبانه.
لكن واقع الحال اليوم يكشف عن ظاهرة ذوبان سريع للأنهار الجليدية مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير بما في ذلك النهر الموجود في وداي جمتال النائي والضيق في جبال الألب.
وتقول العالمة أندريا فيشر في حديث إلى مجلة الفيزياء الأميركية: إن نهر جمتال الجليدي يفقد حوالي متر واحد من سطحه سنويًا، لكنه فقد بالفعل أكثر من متر هذا العام، محذرة من أنه خلال الشهرين الباقيين من الصيف، سيتعرض النهر الجليدي إلى الشمس بالكامل.
وبرأي فيشر، فإن هذا العام يشهد حرارة مرتفعة مقارنة بمتوسط الستة آلاف عام الماضية، وإذا استمر هذا الحال على مدى السنوات الخمس المقبلة، فلن يعود نهر جمتال موجودًا.
وبحلول نهاية الصيف تخشى فيشر من ذوبان حوالي 7 أمتار من العمق عن سطح الأرض أو حوالي 300 عام من أرشيفات المناخ. وتقول: "نحتاج إلى البيانات التي تحتفظ بها الأنهار الجليدية لفهم مناخ الماضي ولإنشاء نماذج لما ينتظرنا في المستقبل".
كنز من المعلومات
وفي هذا الإطار، شدد نقيب الجيولوجيين الأردنيين السابق ورئيس اتحاد الجيولوجيين العرب السابق صخر النسور على أهمية هذه البيانات، لافتًا إلى أن التعاطي مع هذه المعلومات يتم عبر استخراج عينات لبية جليدية من أعماق مختلفة.
وشرح في حديث إلى "العربي" من عمّان أن "تساقط الثلوج على مدى سنوات يكوّن سماكات كبيرة، وبالتالي تكون الطبقات الثلجية الموجودة في الأسفل هي الأعمق، حيث تبين العينات اللبية الجليدية كنزًا من المعلومات للباحثين".
النسور الذي أشار إلى أن الجليد يعد أكبر مسجل ومخزن طبيعي للمعلومات، رأى أن هذا "الكنز من المعلومات" عامل رئيسي لقراءة المناخ في السابق بهدف بناء فرضيات وسيناريوهات للمناخ في المستقبل.
واعتبر أن العالم تأخر كثيرًا في التعاطي مع أزمة التغير المناخي حيث تم التغاضي عن النشاطات السلبية التي يمارسها البشر وأهمها زيادة النشاط الصناعي.