مِن الأمازيغ من يحتفل في الثاني عشر من يناير/ كانون الثاني بـ"إض ينّاير" أو رأس السنة الأمازيغية، ومنهم من يحيي المناسبة في اليوم التالي.
ولا يكتسي التقويم الأمازيغي، الذي يُعدّ من الأقدم حول العالم ويزيد عن نظيره الميلادي بـ950 عامًا، أي دلالات دينية، حيث يربطه المؤرخون بالدورة الزراعية، ويُسمى أيضًا بالتقويم الفلاحي.
علاقة الإنسان بالأرض
ويقول الباحث في الثقافة الأمازيغية ياسين السعدي لـ"العربي": إن رأس السنة الأمازيغية هو مناسبة لإظهار علاقة الإنسان بالأرض.
ويستند التقويم الأمازيغي على نظيره اليولياني، الذي تناوبت على أساسه الأشهر والأعوام في منطقة البحر المتوسط قبل اعتماد التقويم الغريغوري الميلادي.
ويُعيد مؤرخون مناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى تأسيس الملك شيشناق حضارته في مصر وانتصاره على الفرعون رمسيس الثالث، ويقولون إن مظاهره توارثتها الأجيال عبر مئات السنين.
وتنشط الأسواق في الدول التي تُعد موطنًا للأمازيغ في شمال إفريقيا، استعدادًا لـ"يناير" مع انطلاقة العام الميلادي الجديد، وتبلغ الطقوس الاحتفالية ذروتها يوم الثاني عشر من يناير.
وفيما كانت المناسبة حكرًا على الأمازيغ، تحوّلت أخيرًا إلى إرث مشترك تحتفل به الشعوب التي تسكن شمال القارة الإفريقية.
أكل وغناء وصلة أرحام
في المغرب، يمتزج في طقوس الاحتفال المتوارثة الغناء والأكل والشرب مع صلة الأرحام.
وبينما يتم إعداد أطباق خاصة، يتوسط الموائد إبريق الشاي المغربي وكؤوسه، فضلًا عن مختلف أنواع المكسرات والفواكه الجافة.
وقد درُج على أن تواكب هذه الاحتفالات مهرجانات عديدة تتخلّلها عروض فولكلورية فنية تؤديها فرق أمازيغية.
عطلة رسمية مدفوعة الأجر
في الجزائر، حيث بات عيد رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مدفوعة الأجر، اعتاد الأمازيغ النزول إلى الشوارع للرقص والغناء احتفاءً.
بالنسبة إليهم، يمثل رأس السنة الجديدة عرسًا وطنيًا للأمازيغ، ارتبط بالأرض والهوية التي تعرّضت للطمس والتهميش لقرون. وهم يهدفون من الطقوس الجماعية التي يمارسونها إحياء تراثهم وإظهار ثقافتهم وتناقل موروثاتهم.
هذا التناقل تشهد عليه احتفالات الأطفال في مدارسهم بالمناسبة، حيث يقفون على أعتاب العام الجديد بحلّتهم التقليدية مردّدين أهازيج حفظوها عن آبائهم وأمهاتهم.