لا تزال قضية المعتقلين السوريين في سجون النظام، تقض مضاجع آلاف العائلات التي تبحث عن أقاربها الذين ألقوا في تلك المعتقلات السيئة السمعة.
الموت أفضل
وقضى عدنان الزين 8 أعوام في البحث عن شقيقه عبد الله المعتقل منذ عام 2012، كما لجأ في رحلته هذه للبحث في مستندات صور قيصر الشهيرة، ليعثر على صورة شقيقه وثلاثة من أقربائه الذين قضوا تحت التعذيب في معتقلات النظام.
وقال الزين في حديث إلى "العربي": إن وفاة شقيقه وأقربائه بالنسبة إليه أفضل من بقائهم في سجون النظام تحت التعذيب، لا سيما أن معتقل سابق يصف تلك السجون بـ"المسالخ البشرية".
ووثّق "قيصر"، وهو اسم أُطلق على مصور سابق في الشرطة العسكرية السورية هرب من بلاده وبحوزته 50 ألف صورة، قتل 6786 معتقلًا سوريًا بطرق وحشية بعدما تضوّروا جوعًا وتعرّضوا لشتى أنواع التعذيب.
ابتزاز واحتيال
والتقى مراسل "العربي" خالد الإدلبي بأحمد، الذي يمتلك مقتنيات أحد أقربائه المعتقل منذ عشر سنوات، وهي فترة تعرضت خلالها عائلة أحمد لعمليات احتيال وابتزاز من قبل ضبّاط في المخابرات والجيش، مقابل معرفة مصير ابنها دون أن تحصل على أية معلومات.
ويقول أحمد في لقاء مع "العربي": إن عائلته اضطرت لدفع مبلغ 10 الآف دولار تقريبًا، دون الحصول على شيء بالمقابل، ورغم ذلك لا يزال البحث جاريًا.
بعد 11 سنة من الصراعات.. العائلات السورية تواصل بحثها عن المفقودين في معتقلات نظام الأسد#سوريا تقرير: خالد الإدلبي pic.twitter.com/itPa93ZFIS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 23, 2022
ويزداد في المحاكم الأوروبية عدد الملفات المتعلقة بجرائم النظام السوري يومًا بعد يوم؛ حيث تستهدفه دعاوى قضائية عدة أطلقت في أوروبا، ولا سيما في ألمانيا حيث يتحرّك القضاء ضد تجاوزات وثّقتها منظمات غير حكومية.
الحدث الأبرز
وفي 15 مارس/ آذار من عام 2011، اندلعت ثورة شعبية جارفة ضد نظام بشار الأسد، بدأت باحتجاجات سلمية في مدينة درعا، وما لبثت أن انتشرت لتؤجج غضبًا عارمًا في باقي المدن السورية، قابلها النظام السوري بعنف مفرط.
بعد ذلك، تحولت الثورة إلى حمل السلاح، وتشكل الجيش الحر من منشقين عن جيش النظام في يوليو/ تموز عام 2011. وفيما بدأت معارك التحرير منتصف العام 2013، بعدما شهدت المدن السورية أواخر عام 2011 اقتحامات من قبل قوات النظام وارتكابها مذابح طائفية بشعة، بدا أنّ الثورة في طريقها إلى الانتصار، ظهر تنظيم "الدولة" وقصف النظام السوري مدنًا بأكملها بالصواريخ والبراميل المتفجرة بحجة محاربة "الإرهاب".
وخلال السنوات الأحد عشرة ارتكب النظام عددًا من المجازر؛ أبرزها مجزرة كرم الزيتون في عام 2012، ومجزرة الكيماوي في غوطتَي دمشق عام 2013.
وقد غيّر التدخل الروسي والإيراني والميليشيات المتعدّدة الجنسيات موازين القوى لصالح الأسد، وبدأ النظام بانتزاع مناطق من المعارضة.
وتبقى الثورة السورية الحدث الأكثر ملحمية ومأسوية في القرن الحادي والعشرين، مع ما شهدته من مأساة إنسانية قتلًا ودمارًا وتهجيرًا.