شكّلت الاحتجاجات العارمة بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، والعمليات العسكرية على مواقع الأكراد شمالي العراق، أبرز أحداث عام 2022 في إيران.
وتحت شعار "المرأة - الحياة - الحرية" بدأ المحتجون الإيرانيون حراكهم قبل ثلاثة أشهر، عقب وفاة أميني بعد دخولها بثلاثة أيام إلى مركز شرطة الأخلاق في العاصمة طهران، لاتهامها بمخالفة قواعد اللباس المفروض في البلاد.
سقف شعارات مرتفع
واتسعت دائرة الاحتجاجات سريعًا في وقت لم تكد فيه حكومة إبراهيم رئيسي تنهي عامها الأول، وارتفع سقف شعاراتها إلى حد المطالبة بإسقاط النظام.
ورغم اختلاف الروايات بين المحتجين والسلطات، وقع قتلى وجرحى بالمئات وأوقف الآلاف، حيث وصفت الحكومة تلك الاحتجاجات "بأعمال الشغب" واتهمت الخارج بتأجيجها.
وأمام ذلك، استهدف الحرس الثوري الإيراني مواقع المعارضة الكردية الانفصالية في إقليم كردستان العراق، متهمًا إياهم بدعم الاحتجاجات.
كما كررت الخارجية الإيرانية، استدعاء السفراء الأجانب اعتراضًا على مواقف الحكومات الغربية من الاحتجاجات واحتضان وسائل إعلام ناطق بالفارسية، متهمة إياها بصب الزيت على نار الاحتجاجات.
ضبط شبكات
وخلال هذا العام، أعلنت طهران إيقاف أجانب عدة على خلفية الاحتجاجات، وضبط شبكات قالت إنها مرتبطة بإسرائيل أو بمنظمة مجاهدي خلق المعارضة، كما حجبت مواقع التواصل الاجتماعي وقيدت الإنترنت، كما أقدمت طهران على تنفيذ أحكام بالإعدام.
وانقسم الشارع في إيران وسط إخراج مسيرات مؤيدة للنظام الإيراني، وتلقت طهران سلسلة عقوبات غربية ووصل الأمر لطردها من لجنة شؤون المرأة في الأمم المتحدة.
كما زاد الضغط على إيران بعد اتهام الغرب لإيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة في حربها ضد أوكرانيا، الأمر الذي رفضته إيران.
ونتيجة لذلك، فقد أصبح الاتفاق النووي طي النسيان، وهذا ما زاد من إصرار طهران على التوجه شرقًا والتمسك بسياسة الانفتاح على دول الجوار، وخاصة بعد استكمال عضويتها بمنظمة شنغهاي، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها.