السبت 7 Sep / September 2024

ردًا على وفاة أميني و"قمع" الاحتجاجات.. عقوبات أوروبية منتظرة على طهران

ردًا على وفاة أميني و"قمع" الاحتجاجات.. عقوبات أوروبية منتظرة على طهران

شارك القصة

مراسل "العربي" ينقل ردود الفعل الدولية على الاحتجاجات الإيرانية وتعليق طهران عليها (الصورة: الأناضول)
يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات، تشمل تجميدًا للأصول وحظر للسفر على عدد من المسؤولين الإيرانيين المتورطين في قمع المحتجين.

أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الثلاثاء، أن الاتحاد ينظر في فرض عقوبات على إيران على خلفية "مقتل" الشابة مهسا أميني وقمع التظاهرات في أنحاء البلاد.

وقال بوريل للبرلمان الأوروبي: "سنواصل النظر في جميع الخيارات المتاحة بما في ذلك إجراءات تقييدية ردًا على مقتل أميني والطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن الإيرانية مع التظاهرات"، موضحًا أنه يعني بعبارة "إجراءات تقييدية" فرض عقوبات.

فمنذ 16 سبتمبر/ أيلول تندلع احتجاجات يومية بمختلف أنحاء إيران يتخللها مواجهات عنيفة مع الشرطة، عقب وفاة الشابة أميني البالغة من العمر 22 عامًا، والتي تم توقيفها من قبل شرطة الآداب المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.

وأثارت الحادثة غضبًا شعبيا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية بإيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.

تأكيد فرنسي

بدورها، كشفت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، الثلاثاء، أنّ الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى فرض تجميد للأصول وحظر للسفر على عدد من المسؤولين الإيرانيين المتورطين في قمع المحتجين.

وقالت كولونا أمام أعضاء البرلمان: "تحرك فرنسا في قلب الاتحاد الأوروبي.. هو لاستهداف المسؤولين عن الحملة من خلال محاسبتهم على أفعالهم"، مشيرةً إلى إن الإجراءات الجديدة قد تستهدف "شخصيات قمعية" في النظام يرسلون أبناءهم للعيش في الدول الغربية. 

ووفق مصادر دبلوماسية، من المتوقع إقرار هذه الإجراءات خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. 

وكانت المرة الأخيرة التي يوافق فيها الاتحاد على فرض عقوبات على خلفية حقوق الإنسان في إيران في عام 2021. ورغم ذلك، لم تتم إضافة أي شخصيات إيرانية لتلك القائمة منذ عام 2013، حيث آثر التكتل عدم استخدام مثل هذه التدابير أملًا في إحياء الاتفاق النووي مع طهران.

وتضم القائمة حاليًا مجموعة من العقوبات على نحو 90 إيرانيًا، ويتم تجديدها في أبريل/ نيسان من كل عام.

عقوبات أميركية

في السياق، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تغريدة، أن بلاده ستفرض المزيد من العقوبات على مرتكبي أعمال العنف ضد المحتجين في إيران، مشيرًا إلى أن "الولايات المتحدة تقف بجانب النساء الإيرانيات والمواطنين الإيرانيين الذين يلهمون العالم بشجاعتهم".

فكتب بايدن: "هذا الأسبوع، سنفرض المزيد من العقوبات على مرتكبي أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين. وسنواصل دعم حقوق الإيرانيين في الاحتجاج بحرية".

وسبق أن فرضت الولايات المتحدة وكندا بالفعل عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية بسبب مزاعم انتهاكات بحق الإيرانيات، وحمّلتها المسؤولية عن وفاة أميني.

تغريدة الرئيس الأميركي جو بايدن
تغريدة الرئيس الأميركي جو بايدن

الموقف الإيراني

وتحول موضوع التظاهرات في إيران إلى سجال بين طهران والعواصم الغربية، فيما تسعى السلطات الإيرانية إلى الفصل بين ما يجري داخليًا منذ ثلاثة أسابيع وبين التدخلات الخارجية. 

ويقول مراسل "العربي" من طهران حسام دياب، دلّت تصريحات المرشد الإيراني يوم أمس، وكلام الرئيس الإيراني ومختلف الشخصيات في السلطات الإيرانية، على أن ما يجري في الشارع له علاقة بشكل كبير بالتدخلات الخارجية حاولت تسلق موجة الحراك.

وأعرب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أمس عن دعمه الكامل لقوات الأمن في مواجهة الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة أميني، وهي تصريحات قد تُنبئ بتشدد إجراءات قمع الاضطرابات.

احتجاجات في جامعات إيرانية

كما تتواصل المظاهرات في العديد من الجامعات الإيرانية مع دخول الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني يومها الـ 18.

وبحسب مقاطع مصورة نشرها اتحاد طلبة المؤسسات الإسلامية على تلغرام، الثلاثاء، طالب المحتجون بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، ولا سيما في جامعة "شريف" للتكنولوجيا بالعاصمة الإيرانية طهران.

كما طالب المحتجون بإنهاء عمليات الاعتقال، معربين عن دعمهم لزملائهم المعتقلين عبر ترديدهم شعارات مناهضة للحكومة.

وشهدت العديد من الجامعات، ولا سيما جامعات طهران، وبهشتي، وتربية مدرس، وبيرجند، والعلوم والتكنولوجيا، وبابول، ونوشيروان، وزنجان للعلوم الطبية، وجيلان للطب، والزهراء، تنظيم مظاهرات شارك فيها أعضاء هيئات تدريسية.

بدورها، أفادت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" ومقرها النرويج، بأن أكثر من 100 شخص قُتلوا، في حين لم تعلن السلطات الإيرانية حصيلة رسمية للقتلى، واكتفت بالقول إن الكثير من عناصر الأمن قتلوا على أيدي "مثيري شغب وبلطجية مدعومين من أعداء أجانب".

وكانت الشرطة ألقت القبض على أميني، وهي شابة كردية، في طهران لارتدائها "ملابس غير لائقة" ودخلت في غيبوبة بينما كانت محتجزة. وقالت السلطات إنها ستحقق في سبب وفاتها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات