عقد مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأحد، جلسة طارئة ومفتوحة بطلب من تل أبيب، لبحث الرد الإيراني على إسرائيل، حيث تصدّرت الإدانات لـ"الهجوم" الإيراني والدعوات للتهدئة ومنع التصعيد في المنطقة كلمات الدول الأعضاء.
وأكد ممثل إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني أنّ بلاده شنّت ضربات على أهداف عسكرية إسرائيلية في إطار "حقّها في الدفاع عن النفس"، مضيفًا أنّ ردّ بلاده "كان ضروريًا ودقيقًا، ونفّذناه بعناية لتقليل احتمال التصعيد ومنع أذى المدنيين"، متهمًا إسرائيل بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة باعتدائها على القنصلية الإيرانية في دمشق.
في المقابل، طلب السفير الإسرائيلي جلعاد إردان من مجلس الأمن تصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية"، داعيًا إلى "فرض كل العقوبات الممكنة ضد إيران قبل فوات الأوان".
"حافة الهاوية"
وإذ حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ الشرق الأوسط "على حافة الهاوية"، قال مندوب الجزائر في الأمم المتحدة نسيم قاواوي إنّ الشرق الأوسط يمر بظرف دقيق يحتم على الجميع الخضوع للقانون الدولي، مضيفًا: "نحن أمام مفترق طرق إما الالتزام بالقانون الدولي وإما الدخول في فوضى".
من جهته، اعتبر المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا أنّ "ما نشهده اليوم بمجلس الأمن عرض للنفاق والمعايير المزدوجة ويكاد يكون مخجلًا"، مضيفًا أنّ الردّ الإيراني "لم يأت من فراغ وجاء نتيجة لعدم تحرك المجلس ردًا على هجوم إسرائيل".
إدانات ودعوات للتهدئة
بدوره، قال روبرت وود نائب المندوبة الأميركية إنّ "من واجب مجلس الأمن ألا يترك تصرفات إيران تمر دون رد".
وإذ أوضح أنّ الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد، "وكانت أفعالنا ذات طبيعة دفاعية بحتة"، أشار وود إلى أنّ واشنطن ستتخذ تدابير إضافية لمحاسبة إيران في الأمم المتحدة بالتشاور مع الدول الأعضاء.
أما ممثلة بريطانيا في الأمم المتحدة باربرا وودوارد فاعتبرت أنّ "الهجوم" الإيراني على إسرائيل "متهور لأنّه هدد حياة آلاف المدنيين".
كما وصفت ممثلة فرنسا في الأمم المتحدة ناتالي برودهرست، "الهجوم" الإيراني بـ"غير المسبوق".
من جانبه، أهاب ممثل اليابان في الأمم المتحدة إشيكان كيميهيرو، بـ"جميع الأطراف إدانة التصعيد وممارسة أقصى درجات ضبط النفس بالشرق الأوسط".
إسرائيل تعيد فتح المدارس
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الإثنين، استئناف الأنشطة التعليمية ورفع الحظر على التجمّعات، في أعقاب الردّ الإيراني على إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري على منصة "إكس"، إنّه بعد تقييم الوضع "تقرر استئناف الأنشطة التعليمية في كل أنحاء البلاد" اعتبارًا من الإثنين، مع مراعاة بعض "القيود" في المنطقة الحدودية مع لبنان وفي البلدات القريبة من قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال أعلن مساء الأحد أنّ هذه الإجراءات، التي بدأ فرضها يوم السبت، ستظل سارية حتى مساء الاثنين.
ومساء السبت، شنّت طهران هجومًا بالمسيّرات والصواريخ على إسرائيل، ردًا على قصف سفارتها بالعاصمة السورية دمشق مطلع أبريل/ نيسان الحالي.
واتهت إيران إسرائيل بشنّ الهجوم الصاروخي الذي أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.
ولم تعترف تل أبيب أو تنفي رسميًا مسؤوليتها عن هجوم دمشق.