يحاكي معرض بيروت الدولي للكتاب في دورته الـ64 جوانب الأزمات اللبنانية المتلاحقة التي تلقي بظلالها على عناوين الكتب والإصدارات المشاركة في المعرض.
وافتتحت الدورة الحالية لأقدم معرض عربي للكتاب، بعد غياب دام ثلاث سنوات وعقده بحلة مختصرة العام الماضي. وجاء افتتاحه رغم الظروف الاقتصادية والتساؤلات بشأن قدرة المواطنين الشرائية.
ويرى القائمون على المعرض أنه يحافظ على هوية لبنان، باعتباره بلدًا ثقافيًا رغم كل ما يمر به من أزمات اقتصادية وسياسية.
ويراد لهذا المعرض أن يعكس هوية ثقافية، ولكن أيضًا أن يوجّه "رسالة صمود"، تعزّزها مشاركة كثيفة من دور النشر المحلية التي تجاوزت 130 دار.
إلا أنّ اللافت في هذه النسخة تمثّل في الإقبال الكبير على دور النشر التي تبيع الكتب المستعملة، وسط غياب فئات كبيرة كانت تحضر بقوة في السابق مثل طلبة المدارس الذين كانوا عصب المعرض.
وتواجه تحديات كثيرة دور النشر في لبنان وإن كانت ترى في مثل هذه المعارض تحريكًا لعجلة الثقافة وفرصة لاستمرارها.
معرض بيروت للكتاب وهوية لبنان الثقافية
وفي هذا الإطار، تؤكد رئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة أنّ "نسبة المشاركة عالية بين دور النشر اللبنانية، لكن ما غاب هو حضور دور النشر العربية والدولية في هذه الدورة من المعرض".
وتضيف السنيورة في حديث لـ "العربي" من بيروت، أن معرض بيروت بدأ تنظيمه منذ عام 1956 بتنظيم من النادي الثقافي العربي، واستمر دون انقطاع باستثناء عام 2019 بسبب الأحداث التي حدثت في لبنان، كما تدمر عام 2020 مكان المعرض جراء انفجار بيروت.
وتشير السنيورة إلى أن الكتاب الورقي لا يزال له عشاق، وهو بما يتضمنه، ولا سيما أن دور النشر حاولت عرض كل ما لديها عبر حجز مساحات مناسبة.
وتلفت إلى أن الظروف العامة ألقت بظلالها على معرض بيروت، ولكن هذا لم يمنع من حضور 5 دول عربية وتمثيل دولي عبر دور نشر دولية.