لا تعدّ رسومات الأطفال مجرّد خربشات، بل هي طريقة هؤلاء للتعبير عن مشاعرهم. ويمكن من خلال الرسومات اكتشاف الكثير من الحوادث والاعتداءات التي يتعرّض لها الأطفال.
وعن أهمية الالتفات لرسومات الأطفال، تؤكد سامية جبري، المتخصصة في علم النفس التربوي للأطفال، أنّ المعالجين النفسيين غالبًا ما يلجؤون لاستخدام الاختبارات المتعلقة بالرسم لتحديد المشكلة التي يعاني منها الطفل.
وتشير إلى اختبارَين رئيسيَين مهمَّين، هما اختبار البيت والرجل والشجرة واختبار الـ"كات"، حيث يتمكن المعالج من تحديد المشاكل المخفية الموجودة عند الطفل، والتي لا يمكن اكتشافها عبر الأسئلة المباشرة.
وتظهر هذه الاختبارات مخاوف الطفل وقلقه وتكشف ما إن كان قد تعرض لاعتداء أو أي أمر. كما تعبّر الرسومات عن مشاعر الحزن التي تعتري الطفل. ووفق جبري، يستخدم الاختصاصيون الرسومات لتحديد المشكلة الأساسية التي تتسبب بخوف الطفل.
ويعبّر الرسم دائمًا عن المشاعر التي يمر بها الطفل، "لا سيّما بين سن الرابعة والعاشرة، لأنها الوسيلة الأسهل التي تمكنه من ذلك في مرحلة عمرية لا يملك فيها نضجًا يسمح له بالتعبير بطريقة صحيحة وسليمة عن الأمور التي تدور في داخله"، تقول الاختصاصية.
كما تلفت إلى أهمية الألوان في الرسومات؛ إذ يعكس اختيارها أيضًا مشاعر الطفل. "فلكل خط ولون دلالة".
وتدعو جبري الأهل للانتباه إلى رسومات أطفالهم وملاحظة طريقة الرسم والألوان المستخدمة. وتحذر من احتواء الرسوم على مشاهد عنف أو دماء.
وتضيف، "إذا رسم الطفل شخصًا يعرفه بطريقة مخيفة أو بما يختلف عن شكله نستنتج أن الطفل يخاف من الشخص أو تعرض لأذى منه". وتتابع أن الطفل حتى وإن آذته قطة فسيرسمها بطريقة مختلفة تظهر ذلك.
كما تنبّه من أن استخدام الطفل خلال رسم الأشياء لألوان لا تحتويها في الطبيعة فهذا يدل على خلل ما ولا سيَّما عند استخدام اللون الأحمر.