خلصت دراسة نُشرت اليوم الخميس إلى إمكان استخدام النحل الذي يعيش في المدن لتعزيز المعرفة بالعالم الطبيعي غير المرئي لهذه المدن والمؤلف من كائنات دقيقة بالغة الأهمية لصحّة البشر.
وأنجز باحثون نُشرت نتائج دراستهم في مجلة "إنفايرنمنتل ميكروبيوم" دراسة تجريبية شملت في البداية نحل العسل الذي يعيش في بروكلين بنيويورك فقط، قبل أن يوسّعوا نطاق بحثهم ليشمل أربع مدن أخرى (ملبورن، سيدني، طوكيو، البندقية).
واستهدفت الدراسة كيفية التوصل إلى فهم أفضل للميكروبيوم الخاص بالمدن، أي مجموع الكائنات الحية الدقيقة (بكتيريا وفطريات وفيروسات...) التي تنتشر في هذه المناطق.
وتوصّلوا إلى أنّ النحل قد يكون مفيدًا في عملية جمع هذه الكائنات الدقيقة المنتشرة في المدن، مما يجنّب إسناد هذه المهمة الشاقة إلى العلماء.
"رصد أمراض معينة"
كما اكتشف العلماء في الفضلات المتراكمة داخل خلايا النحل معلومات جينية كثيرة تختلف بحسب كل مدينة.
وأكدت المشاركة في إعداد الدراسة إليزابيث إناف أنّ "أهمية دراسة الميكروبيوم الخاص بالمدن تكمن في أنّ الميكروبيوم البيئي مهم جدًا لنمو البشر وصحّتهم".
وتمكّن الباحثون من رصد مسبب لمرض تنقله القطط إلى البشر، في مؤشر إلى أنّ النحل يمكن نظريًا استخدامه كوسيلة "محتملة" لرصد أمراض معينة.
الظروف المناخية الصعبة وتقصير الحكومة يتسببان في تدهور مستوى إنتاج النحل في #ليبيا #شبابيك تقرير: عبد الناصر خالد pic.twitter.com/lJBwvmrtSI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 25, 2023
إلا أنّ معدّي الدراسة لم يركّزوا على هذا الجانب. وقالت إناف: إنّ "هدفنا الأساسي هو في أن نكون قادرين على تحديد خصائص الميكروبيوم "السليم" في المدن، نظرًا لأن غالبية الميكروبات مفيدة لصحة الإنسان".
وقال كيفن سلافين، أحد المشاركين في الدراسة، في مؤتمر صحافي: إنّ هذه النتائج تؤشر إلى فكرة أكثر عمومية مفادها أن اكتشاف مسببات الأمراض عملية ممكنة".
لكنّه لا يعوّل على النحل فقط في هذه العملية لأنّ نشاط هذه الحيوانات يختلف بحسب الفصول، ويشير إلى أنّ أنواعًا أخرى قريبة من البشر قد تلعب يومًا دورًا في هذا الخصوص.
وخلال جائحة كورونا في العام 2021، قام باحثون هولنديون بتدريب مجموعة من النحل التي تملك حاسة شم قوية للكشف عن عينات تتضمن من الفيروس.
وأعطى الباحثون في معمل الأبحاث البيطرية في جامعة فاغينينغين مياه محلاة بالسكر مكافأة لها بعد عرضها على عينات ملوثة بكوفيد19، بينما تم حرمانها من المكافأة بعد تعريضها لعينات غير مصابة بالفيروس.