أثار قرار وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية راوول نعمة رفع سعر ربطة الخبز استياء الشارع اللبناني من هذه الزيادة التي تمسّ لقمة عيش الفقراء.
ومع أنّ وزارة الاقتصاد الزيادة عزت هذه الزيادة بأنّها جاءت بناءً على دراسةٍ علميّة بين سعر ربطة الخبز وارتفاع أسعار القمح عالميًّا، فإنّ الناس لم تعد تعنيهم الأسباب بقدر ما تعنيهم النتائج التي يرونها واقعًا قاسيًا على موائدهم.
ولن يكون ارتفاع الأسعار حكرًا على الخبز، إذ سيؤدّي إلى غلاء إضافي يشمل، فور دخول القرار حيّز التنفيذ، كل المنتجات التي يدخل الطحين في صناعتها، ما يدفع بعض اللبنانيين إلى التحسّر على الواقع بالقول إنهم "لم يتركوا لنا حتى كسرة الخبز".
وفيما يخشى اللبنانيون أن يكون هذا القرار مقدمة لرفع الدعم عن كل السلع وتركهم لمصيرهم ومداخيلهم التي تتآكل على وقع ارتفاع سعر صرف الدولار، يوضح أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية عبد الله السيد أنّ المشكلة الأساسية في لبنان هي تهاوي سعر الليرة اللبنانية أمام الدولار.
ويوضح السيد، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ الحدّ الأدنى للأجور لم يعد يساوي على دولار اليوم أكثر من 77 دولاراً، ما يجعل اللبناني يقف عاجزًا أمام تأمين سلته الغذائية العاجلة، مشيرًا إلى أنّ هذا الأمر خلق أزمة متفاقمة على كل الأصعدة، خصوصًا أنّ ربطة الخبز هي الغذاء اليومي للفقير.
ويشدّد السيد على أنّ الاقتصاد اللبناني منهار، فيما الأزمة متروكة لقدرها، بعدما ترك المجتمع العربي والدولي لبنان لمصيره، ولم يعد أحد يقدّم له المساعدة، لافتًا إلى أنّ المطلوب من الحكومة اللبنانية أن تقوم بالإصلاحات المناسبة والضرورية.
