يُعد فلكلور التنورة المصرية عاملًا مهمًا جاذبًا للسياحة. ففي الفنادق وأماكن الترفيه يعلّق الراقصون الأضواء على تنانيرهم لإبهار المتفرجين.
وينتشر هذا الفلكلور الشعبي في أماكن عدة بمصر، وتُخصص له عروض مختلفة يُقام بعضها على خشبة مسرح قصر الغوري الأثري، الذي يعود تاريخه إلى السلطان قانصو الغوري، آخر سلاطين المماليك في مصر.
حركات وتوارٍ عن الأنظار
في أصول الأداء وحركاته، يبدأ علي ومحمد الدوران حول نفسيهما ببطء، وقد حمل كل منهما تنانير ملونة يلفانها حول خصريهما. يسرعان الوتيرة شيئًا فشيئًا، حتى يتواريا عن نظر الجمهور، الذي لا يعود يرى سوى ألوان التنانير المتطايرة.
بدوره، يدور عادل عكس اتجاه عقارب الساعة، فتتفتح تنورته المعلقة حول خصره. بموازاة ذلك، يرفع ذراعه اليمنى إلى أعلى، ويمد الأخرى إلى أسفل، في حركة تُترجم بـ "الوصل بين الأرض والسماء".
ثم يسرع وتيرة الدوران، ويفصل حبلًا في تنورته تنقسم إلى اثنتين؛ يرفع واحدة عاليًا فوق رأسه بينما تبقى الأخرى حول خصره، راويًا بذلك "كيفية انفصال السماء عن الأرض وخلق العالم"، وفق مفهومه.
يقول الراقص علي مرسي، إن "التنورة حاجة روحانية وعشق مع الموسيقى الصوفية"، متحدثًا عن شعوره بأنه يطير في السماء خلال الأداء.
قدرة بدنية عالية
يؤدي الدرويش حركات متسارعة ومتناسقة على أنغام أناشيد صوفية وإيقاعات الطبول والدفوف.
والحركات إنّ بدت سهلة في ظاهرها، إلا أنها تتطلّب قدرة بدنية عالية. وتزن التنورة عشرة كيلوغرامات، ويتهدّد الراقص السقوط في أي لحظة، حال اختلال توازنه أو فقدانه الإيقاع.
وفي هذا الصدد، يشير راقص التنورة محمد عادل إلى أن الأمر كان صعبًا في البداية، حيث كان يشعر بالدوران ويقع، متداركًا بالتوضيح أنه أحب الأمر وأتقن الأداء مع تكرار الحركات يوميًا.
ويختلف عرض التنورة المصرية عن عرض الدراويش في تركيا، على الرغم من أن الاثنين يتحدران من الطريقة المولوية، التي أسّسها الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي في القرن الثالث عشر في قونيا بتركيا.
ويُقدر عدد الصوفيين في مصر بنحو 15 مليونًا، يتبعون نحو 80 مدرسة صوفية.
حزن الرومي على التبريزي
وتوضح الباحثة في التراث الشعبي دعاء محفوظ، أن أساس الرقصة يعود إلى دوران الشاعر ورجل الدين جلال الدين الرومي حزنًا على المتصوّف شمس التبريزي عقب وفاته.
وتلفت في حديثها إلى "العربي" من الإسكندرية، إلى أن هذه الطريقة اتُخذت بعد ذلك، فتم تأصيلها، شارحة أن الزي المولوي، زي الشيخ، هو زي شمس التبريزي.
وتقول: إنّ العباءة السوداء هي رمز الحزن والحداد، والعباءة البيضاء أسفلها ترمز للكفن، أما القلنصوة فتدل إلى شاهد القبر.