كشف تحليل لبيانات الأقمار الصناعية أن أكثر من نصف المباني في قطاع غزة قد دُمرت بالكامل أو تضرّرت منذ بدء إسرائيل حربها على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأجرى تحليل البيانات متخصصون من عدة جهات من بينها مركز الدراسات العليا بجامعة "سيتي" في نيويورك، وجامعة ولاية أوريغون، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إضافة إلى بيانات "Open street map" ومؤسسة "Global Human Settlement Layer" التابعة للمفوضية الأوروبية والمعنية بالبيانات الحضرية.
تدمير بين 50% و61% من مباني غزة
وقارن الباحثون بين الصور المفصلة، للكشف عن التغيرات المفاجئة في ارتفاع المباني أو هياكلها، والتي تبين حدوث تدمير هائل، وتظهر حجم التدمير قبل الحرب وبعدها، مع تصاعد القصف في جنوب ووسط غزة منذ بداية ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ويشير التحليل إلى أن ما بين 144 ألفًا و175 ألف مبنى في جميع أنحاء قطاع غزة قد تضرَّرت أو دمرت، وهو ما يمثل ما بين 50 و61% من المباني في غزة.
استهداف البنية التحتية لخانيونس
وأظهرت الخرائط تأثير العمليات العسكرية الإسرائيلية والقصف المكثف على مدينة خانيونس، في الصور التي تقارن بين تاريخ 2 ديسمبر/ كانون الأول و15 يناير/ كانون الثاني، إذ تعرضت المدينة بشكل خاص لضربات قوية في الأسابيع الأخيرة.
وأشارت التحليلات إلى أنّ أكثر من 38 ألف مبنى، أو أكثر من 46% من المباني قد دمرت أو تضررت.
وبيّن التقرير كيف تحولت الشوارع التجارية التي كانت مكتظة سابقًا إلى ركام، كما دمر الاحتلال الإسرائيلي الجامعات، وجرّف الأراضي الزراعية.
تدمير أراض زراعية
كما أظهرت صور الأقمار الصناعية أنّ مساحات واسعة من الأراضي المزروعة سابقًا في جميع أنحاء قطاع غزة قد تعرّضت لأضرار جسيمة، جراء التوغل والقصف الإسرائيلي، بالإضافة إلى تدمير أراضٍ زراعية قرب دير البلح في 15 أكتوبر الماضي.
ويخشى خبراء الإغاثة أن الضرر الذي لحق بالزراعة في غزة سيكون بشكل دائم، فالأسلحة غير المنفجرة تجعل من الخطر على المزارعين العودة إلى العمل، وهناك أيضًا التحديات المتمثلة في تطهير الأراضي الملوّثة، وإعادة بناء البنية التحتية مثل أنظمة المياه والطاقة والنقل.
مدينة خيام على حدود قطاع غزة الجنوبية
كما أظهرت صور الأقمار الصناعية ما يوصف بمدينة خيام على الحدود الجنوبية للقطاع، التي تؤوي عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية التي فقدت منازلها.
ويظهر التغيير الأخير الذي يمكن رؤيته من الجوّ، مع انتشار الخيام والهياكل المؤقتة لإيواء النازحين.
وغطّت مناطق الخيام الجديدة التي ظهرت بين بداية ديسمبر/ كانون الأول ومنتصف يناير/ كانون الثاني بالقرب من الحدود المصرية نحو ثلاثة كيلومترات ونصف الكيلومتر المربع، أي ما يعادل مساحة 500 ملعب كرة قدم.