Skip to main content

روسيا في "وضعية الهجوم".. هل يتم استبعاد موسكو من نظام "سويفت"؟

السبت 19 فبراير 2022

اعتبر البيت الأبيض، أن احتمال استبعاد روسيا من نظام المعاملات المصرفية الدولي "سويفت" في حال غزوها أوكرانيا ضئيل للغاية.

جاء ذلك على لسان نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض لشؤون الاقتصاد الدولي داليب سينغ في مؤتمر صحافي، الجمعة.

وأفاد سينغ أنهم لم ينتهوا بعد من وضع اللمسات الأخيرة على حزمة العقوبات التي سيتم تطبيقها على روسيا حال غزوها لأوكرانيا.

وقال المسؤول الأميركي: إن إدراج استبعاد روسيا من نظام سويفت في الحزمة الأولى من العقوبات، احتمال "ضئيل للغاية"، لكن كافة الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة.

وفي حديث سابق مع "العربي"، اعتبر الخبير الاقتصادي لويس حبيقة من بيروت أن تنفيذ التهديد الغربي وعزل روسيا عن نظام "سويفت"، يمكن أن يجعل موسكو في عزلة عن العالم، حيث يعد "سويفت" مهمًا جدًا لها من أجل التبادل المالي والنقدي مع العالم، لافتًا إلى أن الغرب يحاول الضغط على روسيا بهدف منعها من تنفيذ الهجوم على أوكرانيا.

وأكد أن الغرب لن يدع موسكو تحتل كييف "مجانًا"، مشيرًا إلى أن الغرب سيتحمّل الكلفة أيضًا إذا اندلع الصراع واتُخذ هذا القرار، حيث سيتوقف التبادل التجاري والمشاريع الاستثمارية بين بعض الدول الأوروبية وروسيا، متحدثًا عن إمكانية توفير تعويضات للدول الكبرى وبدائل للدول المتضررة اقتصاديًا من طرد الدولة الروسية من "سويفت".

هل اتخذت روسيا قرارًا بغزو أوكرانيا؟

وفي وقت سابق أمس الجمعة، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، عن اعتقاده بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين اتخذ قرارًا بغزو أوكرانيا.

وخلال مؤتمر صحافي عقده بالبيت الأبيض حيث تطرق إلى مستجدات التوتر الروسي الأوكراني، أشار بايدن إلى أن القوات المدعومة من روسيا (الانفصاليين شرقي أوكرانيا) قامت بخروقات جسيمة لوقف إطلاق النار في الأيام الأخيرة.

ولفت إلى أن تلك القوات تعمد إلى إلقاء اللوم على أوكرانيا فيما يتعلق بالهجمات في دونباس، كما ذكر بايدن أن روسيا تمارس حملة تضليل كبيرة، لاختلاق الذرائع لمهاجمة أوكرانيا.

ولفت إلى وجود نحو 150 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا وبيلاروسيا وفي البحر الأسود، مضيفًا: "لدينا أسبابنا التي تدفعنا للاعتقاد بأن روسيا ستهاجم أوكرانيا خلال الأيام المقبلة".

ومضى قائلًا: "كما نعتقد أنه سيتم استهداف العاصمة الأوكرانية كييف أيضًا، التي يعيش فيها 2.8 مليون شخص بريء".

وردًا على سؤال فيما إذا كان يعتقد أن بوتين قد اتخذ قرارًا بغزو روسيا؟ أجاب بايدن قائلًا: "نعم، في الوقت الحالي أعتقد أن بوتين اتخذ قرارًا بذلك".

من ناحية أخرى، أكد بايدن أن الولايات المتحدة لن ترسل جنودًا إلى أوكرانيا، لكنها ستواصل مساعداتها الدفاعية لهذا البلد.

وشدد على أن الغرب متفق وحازم فيما يخص فرض عقوبات قاسية على روسيا حال أقدمت على غزو أوكرانيا.

كما ترك بايدن باب الدبلوماسية مفتوحًا أمام موسكو قائلًا: أود أن أكرر مرة أخرى أنه لا يزال بإمكان روسيا اختيار الدبلوماسية، "فلم يفت الأوان بعد".

روسيا في "وضعية الهجوم"

ميدانيًا، أعلن مسؤول في "البنتاغون" الجمعة أن أكثر من 40% من القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا اتخذت وضعية هجومية، مشيرًا إلى أنّ مرحلة زعزعة الاستقرار التي تقودها روسيا في هذا البلد "بدأت".

وقال المسؤول لـ"فرانس برس" طالبًا عدم كشف هويته: إنّ "الولايات المتحدة التي تقدّر عدد القوات الروسية المنتشرة حاليًا شمال أوكرانيا وشرقها وجنوبها بأكثر من 150 ألف جندي؛ رصدت منذ الأربعاء تحركات لقوات روسية باتجاه الحدود".

وأضاف أمام صحافيين أنّ "ما بين 40 إلى 50%" من تلك القوات اتّخذت "وضعية هجومية، وانتشرت في نقاط تجمّع تكتيكية في الساعات الثماني والأربعين المنصرمة".

ونقاط التجمّع التكتيكية هي مناطق قريبة من خط الجبهة تتجمّع فيها وحدة عسكرية قبل شنّ هجوم.

وقال المسؤول: إنه كانت لدى موسكو الجمعة 125 كتيبة عسكرية قرب الحدود الأوكرانية مقارنة بـ60 كتيبة في الأوقات العادية و80 كتيبة في أوائل فبراير/ شباط الحالي.

وأشار إلى أنّ ارتفاع وتيرة الاشتباكات بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية، والتصريحات التحريضية التي يطلقها الكرملين وزعماء انفصاليون موالون لروسيا بشأن الوضع في منطقتي دونباس ولوغانسك الناطقتين بالروسية؛ تتوافق مع "حملة زعزعة استقرار أوكرانيا الجارية حاليًا".

ومنذ أسابيع تحذّر واشنطن من أنّ روسيا ستختلق حادثًا ما على الحدود الأوكرانية لتبرير غزو جارتها، وهو ما تنفيه موسكو.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن صرح لشبكة "إيه بي سي" بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جمع العناصر "الضرورية لغزو ناجح".

وقال في مقتطف أذيع الجمعة من مقابلة ستبث الأحد "لا أعتقد أنها خدعة"، مضيفًا أن لدى بوتين "عددًا من الخيارات في تصرفه، ويمكنه الهجوم في وقت قصير".

وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".

ومؤخرًا، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو في حال شنت هجومًا على كييف.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة