لم تتردد واشنطن والحكومات الغربية منذ بدء التوتر بين روسيا وأوكرانيا، بتهديد موسكو بفرض عقوبات اقتصادية "غير مسبوقة" عليها، في حال شنت الحرب على كييف.
وأهم هذه العقوبات هي طرد روسيا من النظام المصرفي العالمي "سويفت"، وهو نظام اتصالات مالي بين البنوك العالمية.
وهذا النظام هو شبكة عالمية تستخدمها كل المؤسسات المالية تقريبًا حول العالم لتحويل الأموال فيما بينها و يعد حجر زاوية للنظام الدولي للمدفوعات.
وسبق أن تم منع مصارف إيرانية في العام 2018 من الولوج إلى خدمات "سويفت"، في إطار تطبيق العقوبات الأميركية على طهران.
عزلة عن العالم
وفي هذا الإطار، اعتبر الخبير الاقتصادي لويس حبيقة، أن تنفيذ التهديد الغربي وعزل روسيا عن نظام "سويفت"، يمكن أن يجعل موسكو في عزلة عن العالم، حيث يعد سويفت" مهمًا جدًا لها من أجل التبادل المالي والنقدي مع العالم، لافتًا إلى أن الغرب يحاول الضغط على روسيا بهدف منعها من تنفيذ الهجوم على أوكرانيا.
ومن بيروت، قال حبيقة في تصريح لـ"العربي"، إن روسيا تعد بلدًا غنيًا لكن بالمواد الأولية ولم تنجح حتى الآن في خلق اقتصاد منتج، وهو ما سيؤثر عليها في حال طُردت من نظام "سويفت".
وأكد أن الغرب لن يدع موسكو تحتل كييف "مجانًا"، مشيرًا إلى أن الغرب سيتحمّل الكلفة أيضًا إذا اندلع الصراع واتُخذ هذا القرار، حيث سيتوقف التبادل التجاري والمشاريع الاستثمارية بين بعض الدول الأوروبية وروسيا، متحدثًا عن إمكانية توفير الدول الكبرى تعويضات وبدائل للدول المتضررة اقتصاديًا من طرد الدولة الروسية من "سويفت".
وأشار حبيقة إلى أن الدول الخليجية لن تقحم نفسها في هذا الصراع، لكن أسعار النفط قد تشهد المزيد من الارتفاع، موضحًا أنها ستستفيد وتحقق أرباحًا ضخمة إذا ما توقفت روسيا عن تصدير النفط، وحلت مكانها.