السبت 16 نوفمبر / November 2024

من برلين إلى بكين.. أبرز المقاطعات السياسية في تاريخ الدورات الأولمبية

من برلين إلى بكين.. أبرز المقاطعات السياسية في تاريخ الدورات الأولمبية

شارك القصة

تظاهرات مطالبة بمقاطعة دورة الألعاب الشتوية في بكين 2022 (غيتي)
تظاهرات مطالبة بمقاطعة دورة الألعاب الشتوية في بكين 2022 (غيتي)
قرار مقاطعة أولمبياد بكين 2022 هو تقليد طويل من الدول التي تقاطع الألعاب الأولمبية لأسباب سياسية.

حذّرت الصين، اليوم الخميس، الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وكندا من أنها ستدفع ثمن قرارها بالمقاطعة الدبلوماسية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية المرتقبة في بكين في فبراير/ شباط المقبل.

وأعلنت الدول الأربع مقاطعاتها الدبلوماسية للأولمبياد الشتوي، بينما أعلنت واشنطن أنها ستسمح لرياضييها بالمشاركة في الأولمبياد من دون أن ترسل أي مسؤول سياسي أو دبلوماسي، مبرّرة قرارها بـ "الإبادة الجماعية" التي ترتكبها بكين تجاه  أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينغيانغ (شمال شرقي الصين)، وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن قرار المقاطعة الأخير هو تقليد طويل من الدول التي تقاطع الألعاب لأسباب سياسية.

وقالت الصحيفة الأميركية: إن غموض قضية نجمة التنس الصينية بينغ شواي، التي يُزعم أنها اختفت بعد إعلان تعرّضها لاعتداء جنسي من قبل مسؤول صيني سابق؛ أعطى جماعات حقوقية فرصة لرفع أصواتهم ضد الصين.

وفيما يلي أبرز المقاطعات في تاريخ الدورات الأولمبية، والتي جاءت لأسباب سياسية:

"أولمبياد النازية" 1936

في أولمبياد 1936، كانت هناك دعوات مقاطعة بعد اختيار برلين لاستضافة الدورة بعد خسارتها الحرب العالمية الأولى.

وفي نظرة متعمقة على جهود المقاطعة، كتب فريدريك ج. فرومر لصحيفة "واشنطن بوست" أنه "بعد استيلاء النازيين على السلطة، أعرب المسؤولون الأولمبيون الأميركيون والدوليون عن قلقهم بشأن معاملة ألمانيا لليهود والأقليات الأخرى، خاصة في الرياضة".

وضغط المدافعون عن حقوق الإنسان من أجل مقاطعة الألعاب، ومارسوا ضغوطًا على الرياضيين السود للانسحاب، لكن كثيرين أشاروا إلى النفاق في موقف الولايات المتحدة، بينما كان السود لا يزالون ضحايا لقوانين جيم كرو في الجنوب وأشكال أخرى من التمييز.

وفي النهاية، صوّت اتحاد الرياضيين الهواة على المشاركة.

ومع ذلك، كتب فرومر أن الألعاب الأولمبية كانت بمثابة نعمة دعائية للنظام النازي، الذي سجّل أفضل سلوك له خلال الألعاب.

وأشار فرومر إلى مقالة نُشرت في صحيفة "نيويورك تايمز" في أغسطس/ آب عام 1936 أشادت بألعاب برلين وتنظيمها، وقالت: إنها "جعلت الألمان أكثر إنسانية مرة أخرى."

أولمبياد موسكو 1980

في 21 مارس/ آذار 1980، أعلن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أن الولايات المتحدة ستُقاطع دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي ستقام في موسكو ردًا على غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان في ديسمبر/ كانون الأول 1979.

واقترنت المقاطعة بإجراءات أخرى، من بينها حظر الحبوب. ودعمت بريطانيا وأستراليا المقاطعة في البداية، ولكنهما أرسلتا وفودًا إلى الألعاب في النهاية.

ومع ذلك، لم تُحقّق هذه الخطوة الكثير في إقناع الاتحاد السوفيتي بمغادرة أفغانستان، حيث ظلّت القوات السوفيتية في البلاد حتى عام 1988، عندما بدأت في الانسحاب بقيادة ميخائيل غورباتشوف.

ورفعت مجموعة من الرياضيين الأميركيين دعوى قضائية ضد الحكومة للحصول على إذن بالمنافسة، لكنهم لم ينجحوا.

في يوليو/ تموز 2020، وعلى هامش الذكرى الأربعين لأولمبياد موسكو، نشرت الرئيسة التنفيذية للجنة الأولمبية الأميركية سارة هيرشلاند، رسالة على تويتر موجهة إلى الرياضيين الأميركيين قبل أولمبياد طوكيو.

وقالت هيرشلاند: "من الواضح تمامًا أن قرار عدم إرسال فريق إلى موسكو لم يكن له أي تأثير على السياسة العالمية، وبدلًا من ذلك أضرّ بكم فقط - الرياضيون الأميركيون الذين كرّسوا أنفسهم للتميّز ونالوا فرصة تمثيل الولايات المتحدة. يمكننا أن نقول بوضوح إنكم تستحقون الأفضل".

أولمبياد لوس أنجلس 1984

وبعد 4 أعوام من أولمبياد موسكو، ردّ الاتحاد السوفيتي آنذاك بالمثل وقاطع دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لوس أنجلس عام 1984.

في 8 مايو/ أيار 1984، قبل أشهر قليلة من الألعاب، أصدرت الحكومة السوفيتية بيانًا أعلنت فيه أن السوفييت لن يحضروا للولايات المتحدة.

وقال البيان: "من المعروف منذ الأيام الأولى من الاستعدادات للأولمبياد الحالية أن الإدارة الأميركية سعت إلى تحديد مسار لاستخدام الألعاب لأهدافها السياسية"، مضيفًا أن "المشاعر المعادية للسوفييت تتأجّج في البلاد".

وأبدى الاتحاد السوفييتي خشيته على سلامة الرياضيين في لوس أنجلس، خوفًا من الاحتجاجات المحتملة المناهضة للسوفييت التي قد تندلع.

وردّت إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريغان، بالقول إن قرار عدم حضور الألعاب "عمل سياسي صارخ لا يوجد مبرر حقيقي له".

وحذت دول شيوعية أخرى حذو الاتحاد السوفيتي ورفضت المشاركة في الألعاب، حيث نظمت حدثًا موازيًا باسم "ألعاب الصداقة" في صيف 1984.

أولمبياد أستراليا 1956

شهدت الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1956 في ملبورن بأستراليا مقاطعتين متزامنتين بدوافع منفصلة.

وقاطعت إسبانيا وسويسرا وهولندا الألعاب ردًا على غزو الاتحاد السوفيتي للمجر بعد الثورة المجرية، في حين سحبت كل من لبنان والعراق ومصر لاعبيها احتجاجًا على استيلاء إسرائيل على قناة السويس.

ولم تنجح تلك الألعاب، وهي الأولى التي تقام في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث اقتصرت المشاركة على أقلّ من 3500 رياضي من 67 دولة.

علمًا أن أولمبياد هلسنكي عام 1952 حظي بمشاركة حوالي 4955 رياضيًا. بينما شارك 5338 رياضيًا في أولمبياد 1960 في روما، وفقًا لبيانات رسمية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close