الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

زحمة مغادرين وعملية قريبة.. ما صحة الأخبار المتداولة عن لبنان؟

زحمة مغادرين وعملية قريبة.. ما صحة الأخبار المتداولة عن لبنان؟

شارك القصة

نبه وزير الإعلام اللبناني من تداول أخبار وصفها بالكاذبة عن أن دولًا أوروبية وغربية سحبت سفراءها من البلاد
نبه وزير الإعلام اللبناني من تداول أخبار وصفها بالكاذبة عن أن دولًا أوروبية وغربية سحبت سفراءها من البلاد - وسائل التواصل
تكثفت في الساعات الأخيرة أخبار متداولة على مواقع التواصل تدعي أن عددًا كبيرًا يغادر لبنان عبر المطار، وأن إسرائيل تستعد لعمل عسكري قريب، فما حقيقتها؟

تداولت حسابات على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، مؤخرًا مقطعًا مصورًا، ادعى ناشروه أنه يعود إلى هروب عدد من اللبنانيين عبر مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة بيروت، خشية اندلاع حرب مع إسرائيل في الأيام المقبلة.

ويأتي نشر هذا الفيديو، وسط ارتفاع وتيرة التهديدات بين حزب الله وإسرائيل خلال الأيام الماضية، على خلفية تصعيد كبير في العمليات العسكرية والقصف المتبادل على الحدود.

ما حقيقة هروب عدد من اللبنانيين عبر مطار بيروت؟

ونشر إيدي كوهين، الذي يعرّف نفسه بأنه صحافي إسرائيلي من يهود لبنان على إكس فيديو يظهر زحمة في مطار بيروت، وأرفقه بتعليق جاء فيه: "مطار بيروت اليوم، حلم نصر الله وبعض العرب أن يغادر الإسرائيلي وطنه، شفتم من يغادر؟؟؟ يا شماتة كوهين".

بدوره، نشر حساب "موسكو نيوز" على إكس المقطع المصور ذاته تحت عنوان: "مطار بيروت يشهد ازدحامًا غير مسبوق للمسافرين المغادرين من لبنان".

مطار بيروت

إلا أن البحث في أصل الخبر يتبين أنه مضلل وعار من الصحة، إذ إن المقطع المتداول نشر في 2 سبتمبر/ أيلول 2023، ويظهر فيه ازدحام في مطار رفيق الحريري الدولي، من جهة المغادرين.

وفي سياق الأخبار الكاذبة المتداولة، نفت وكالة "رويترز" أمس السبت نشر تقرير يفيد بأن إسرائيل ستهاجم لبنان خلال 48 ساعة، وذلك بعد تداول تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي تنقل عن الوكالة ذلك.

مطار بيروت

وقال متحدث باسم الوكالة: "أي مزاعم بأن رويترز ذكرت أن إسرائيل ستهاجم لبنان خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة غير صحيحة. رويترز لم تنشر هذا الأمر".

لبنان ينفي أخبارًا "كاذبة" بسحب سفراء دول غربية

بدوره، نبه وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري من تداول أخبار وصفها بالكاذبة عن أن دولًا أوروبية وغربية سحبت سفراءها من لبنان.

وكتب على منصة إكس: إن "هذه الأخبار كاذبة وتندرج في إطار الحرب النفسية التي يلجأ إليها العدو الإسرائيلي ويغذّيها بمختلف الوسائل"، على حد وصفه.

زياد مكاري

وأضاف: "نهيب بكل الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي والمدوّنين توخي الحذر، واعتماد المهنية في التحقق من مصادر الأخبار قبل نقلها، لأن كل من يبث أخبارًا مماثلة من دون التحقق، يشارك من حيث لا يدري في توتير الأجواء عبر المساهمة في نقل الأكاذيب".

وكانت أخبار انتشرت الجمعة على وسائل التواصل الاجتماعي اللبنانية مفادها أن سفراء فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والسويد وألمانيا غادروا لبنان، على خلفية المخاوف من اندلاع حرب مع إسرائيل.

دول تدعو مواطنيها لتجنب السفر للبنان

ويأتي هذا، فيما دعت الكويت الجمعة، مواطنيها إلى العدول عن التوجه إلى لبنان في الوقت الحالي تحسبًا لاندلاع حرب.

وقبل الكويت، دعت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان، كما شجعت رعاياها الموجودين حاليًا هناك على المغادرة فورًا.

كما رفعت الخارجية الأميركية درجة تحذير السفر إلى لبنان لأعلى مستوى، وهو المستوى الرابع الذي ينصح المواطنين بعدم السفر إلى الوجهة المدرجة، وسمحت لموظفي سفارتها في لبنان غير الأساسيين وأفراد أسرهم المؤهلين بمغادرة بيروت.

وإضافة للدول السابقة، نصحت الخارجية الكندية مواطنيها بتجنب السفر إلى لبنان بسبب ما وصفته بـ"تدهور الوضع الأمني"، ودعت في بيان إلى "تجنب السفر إلى لبنان بسبب تدهور الوضع الأمني والاضطرابات المدنية، وزيادة خطر الهجمات الإرهابية والصراع المسلح المستمر مع إسرائيل".

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد نقلت أن وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أبلغت نظيرها الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن بلادها تستعد "عسكريًا" لإجلاء رعاياها البالغ عددهم 45 ألفًا من لبنان، تخوفًا من اندلاع حرب هناك.

وعبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، أوضحت أن كندا "أرسلت بالفعل قوات عسكرية إلى المنطقة للمساعدة في عملية إجلاء المواطنين الكنديين من لبنان" في حالة نشوب حرب.

والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي "المصادقة على الخطط العملانية لهجوم على لبنان"، في وقت حذر الأمين العام للحزب حسن نصرالله في اليوم التالي من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ حزبه في حال اندلاع حرب.

وتأتي هذه التطورات، بعد نشر الحزب الثلاثاء مقطعًا مصورًا يظهر مسحًا شاملاً لمدينة حيفا ومحيطها، ويحدد مواقع منشآت حيوية عسكرية ومدنية، في ما بدا أشبه بقائمة أهداف محتملة في حال اندلاع حرب مع إسرائيل.

كما بثّ الحزب مجددًا في وقت متأخر السبت مقطعًا جديدًا تحت عنوان "إلى من يهمه الأمر" يعرض مواقع عدة في إسرائيل موردًا إحداثياتها، من دون تسميتها.

ويظهر فيه مقتطف من خطاب نصرالله الأخير وهو يقول: "إذا فُرضت الحرب على لبنان، فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط ولا قواعد".

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
Close