الخميس 21 نوفمبر / November 2024

زلزال المغرب.. سباق مع الزمن لإنقاذ عالقين ومخاوف من انزلاقات صخرية

زلزال المغرب.. سباق مع الزمن لإنقاذ عالقين ومخاوف من انزلاقات صخرية

شارك القصة

"العربي" يلقي الضوء على المخاوف في المغرب من حدوث انزلاقات أرضية بعد الزلزال (الصورة: غيتي)
أعلنت دول عدة من بينها فرنسا وإسبانيا وقطر والولايات المتحدة استعدادها لتقديم المساعدة للمغرب، لمواجهة تداعيات الزلزال الأعنف الذي شهدته المملكة.

يسابق رجال الإنقاذ في المغرب الزمن للعثور على ناجين، وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال المدمر الذي خلف 2122 قتيلًا على الأقل، و2421 جريحًا.

وتستمر عمليات البحث والإنقاذ اليوم الإثنين بدعم من فرق أجنبية، وسط مخاوف متزايدة من حدوث انزلاقات أرضية بعد الزلزال.

مساعدة دول شقيقة

وأعلن المغرب مساء الأحد استجابته لأربعة عروض مساعدة قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، والتي بدأت التواصل معها لتنسيق جهودها لمواجهة تداعيات الزلزال.

فقد ذكرت وزارة الداخلية في بيان أن "السلطات المغربية استجابت في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ".

وأكدت الوزارة إلى إمكان "اللجوء لعروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة" إذا اقتضت الحاجة، ناقلةً ترحيب المملكة "بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم".

بدورها، أعلنت إسبانيا إرسالها 86 عامل إنقاذ إلى المغرب مع كلاب متخصصة في البحث عن ضحايا، في حين أقلعت رحلة إنسانية قطرية مساء أمس من قاعدة العديد الجوية في ضواحي الدوحة، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

هذا وأعلنت أيضًا فرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى استعدادها لتقديم المساعدة للمغرب، وعبرت عن تضامنها معه بعد الزلزال الأعنف الذي شهدته المملكة

صراخ عالقين وحملات تطوع

وفي انتظار انتشار فرق الإنقاذ الأجنبية على الأرض، تستمر الأجهزة المغربية في عمليات البحث عن ناجين وتأمين المتضررين، حيث يعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض، خصوصًا في قرى إقليم الحوز مركز الزلزال جنوب مدينة مراكش السياحية وسط المملكة.

كما بدأت السلطات في نصب الخيام في الأطلس الكبير حيث دمرت قرى بكاملها جراء الزلزال.

وتحدث مراسل "العربي" من المغرب عن توافد المواطنين للتبرع بالدم في المراكز المخصصة، وسط حملات تضامن شعبية كبيرة انطلقت في مختلف مدن المملكة نحو المناطق المنكوبة.

فحمل المغاربة معهم في الشاحنات أغطية وملابس وحليب وحفاضات للأطفال، بالإضافة إلى مساعدات طبية لدعم سكان المناطق المنكوبة في عزلتهم التي يعيشون فيها جراء هذه الكارثة.

كذلك، ينقل مراسلنا عن قوى الإنقاذ كشفها عن "صعوبات كبيرة في الوصول إلى بعض المناطق ما أخر عمليات الإنقاذ هناك، إلا أن السلطات تربط الليل بالنهار وتسابق الزمن للعثور على أحياء تحت الركام ولا تسبب أي دقيقة تمر بحالة وفاة جديدة".

وفي القرى البعيد المتأثرة بالزلزال، هناك أنباء عن سماع السكان أنين وصراخ عائلاتهم التي لا تزال مدفونة تحت الركام ولا يجدون سبيلًا لإنقاذهم بسبب حجم الدمار الهائل، وفق مراسل "العربي".

تخوف من انزلاقات أرضية

توازيًا، تزداد المخاوف من حدوث انزلاقات صخرية في المناطق الجبلية بعد الزلزال حيث يؤكد محمود القريوتي الباحث المتخصص في علم ورصد الزلازل أن مثل هذه الكوارث الطبيعية قد ينتج عنها بعض الأضرار غير المباشرة مثل الانزلاقات الأرضية والانزلاقات الصخرية.

ويضيف في حديث مع "العربي" من عمان: "شاهدنا الكثير من الكتل الصخرية قد سقطت بالفعل إما على المباني أو أدت إلى إغلاق الطرق، خصوصًا أن بعض المناطق المتضررة وعرة وجبلية".

ومن شأن ذلك وفق القريوتي أن يرفع نسب حدوث انزلاقات أرضية، ما يعيق عمل فرق الإنقاذ ويزيد من صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة. 

والزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني و6,8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، هو الأقوى الذي يتمّ قياسه في المغرب على الإطلاق.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close