السبت 16 نوفمبر / November 2024

زيارة "الرجل الثاني" في الجيش المغربي إلى إسرائيل.. هل من انعكاسات داخلية؟

زيارة "الرجل الثاني" في الجيش المغربي إلى إسرائيل.. هل من انعكاسات داخلية؟

شارك القصة

فقرة ضمن "المغاربية" تناقش أهداف زيارة المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية إلى إسرائيل ودلالات التوقيت (الصورة: مواقع التواصل)
أثارت زيارة الرجل الثاني في الجيش المغربي إلى إسرائيل غضبًا في الشارع حيث اعتبر مناهضو التطبيع أن تلك العلاقات تتعارض وقضايا كبيرة تحملها البلاد.

بدأ المفتش العام للقوات المسلحة الملكية فاروق بلخير زيارة رسمية غير مسبوقة إلى تل أبيب، هي الأولى من نوعها لمسؤول رفيع في الجيش المغربي منذ توقيع اتفاق التطبيع عام 2020.

وبحسب بيان للجيش المغربي، يشارك الفريق بلخير على رأس وفد عسكري رفيع المستوى في مؤتمر دولي ينظمه الجيش الإسرائيلي عن التجديد والتحديث العسكري.

وأشار الجيش المغربي في بيانه، إلى أن بلخير سيلتقي مسؤولين عسكريين إسرائيليين على هامش المؤتمر، بعدما استُقبِل أمس في مقر قيادة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب.

وبدأ المغرب في تطبيع علاقاته مع الاحتلال الإسرائيلي عام 2020، وحط وزير الخارجية آنذاك يائير لابيد في المغرب العام الفائت، بأول زيارة يقوم بها دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى منذ 2003.

والمغرب، رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل منذ 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان، فيما ترتبط مصر والأردن باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1979 و1994 على الترتيب.‎

"نكبة كبرى للشعب المغربي"

وتعليقًا على الزيارة، يعتبر الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع عزيز هناوي أن يوم أمس الثلاثاء كان بمثابة "نكبة كبرى للشعب المغربي، الذي رأى الرجل الثاني في القوات الملكية العسكرية، حاضرًا داخل الكيان الصهيوني".

ويضيف هناوي في حديث إلى "العربي"، من الرباط: "نعيش حالة من الهرولة باتجاه الكيان الصهيوني، وكأنه ليس هناك من أمن أو تكنولوجيا أو تحديث للقوات العسكرية إلا في تل أبيب، كما لو أن ذلك الكيان أصبح عاصمة لتقديم الخدمات الأمنية، بينما هو يعاني على الأقل منذ 20 عامًا، من انهيار مقولة "الجيش الذي لا يقهر أمام مقاومة الشعب الفلسطيني".

ووقعت إسرائيل والمغرب مذكرة تفاهم أمنية خلال أول زيارة قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى الرباط في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، تهدف إلى تنظيم التعاون الاستخباري والمشتريات الأمنية والتدريب المشترك.

أعاد المغرب تطبيع علاقاته مع الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عامين - غيتي
أعاد المغرب تطبيع علاقاته مع الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عامين - غيتي

آثار سلبية على "الصحراء"

ويشير هناوي إلى أن جرائم إسرائيل تتناقض مع موقع وموقف ومسؤولية المغرب الرسمية، تجاه القدس على مستوى الأمة، وموقف الدولة أمام شعبها في قضية الصحراء، الذي يلمح الناشط المغربي إلى دور إسرائيلي على خطها.

ويوضح هناوي في حديثه، أن عملية التطبيع مع إسرائيل كانت مقابل دعم المغرب في قضية الصحراء المتنازع عليها، وذلك على الرغم من رفض الشارع المغربي ربط قضية تمس بوحدة التراب الوطني بالعلاقات مع إسرائيل، وفق تعبير الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع.

ويشدد على أن ربط القضيتين جاء بمثابة "مقايضة "خطيرة جدًا تهدد المرجعية الوطنية لقضية الصحراء، وتجعلها في سلة قضايا المنطقة، بل في مربع خدمة العدو الصهيوني، وهذه أكبر دعاية للدعاية الانفصالية".

سياق "فضائحي"

وكان الجيش المغربي قد أصدر بيانًا يوم أمس قال فيه: إن "المشاركة في هذا المؤتمر الدولي المخصص للعديد من قادة الجيوش ووكالات التجديد في مجال الدفاع تندرج ضمن إطار متعدد الأطراف يروم تشجيع تبادل المعارف والخبرات بين الجيوش المشاركة".

ويؤكد الناشط في مناهضة التطبيع، خلال حديثه إلى "العربي"، أن "الشارع المغربي معروف من دولته والعالم كله، على أنه من أكثر الشعوب الرافضة للتطبيع، وداعم للمقاومة الفلسطينية". 

ويوضح هناوي أن تحركًا قام به المناهضون للتطبيع في المغرب أول من أمس، أمام مكتب رئيس البعثة الإسرائيلية الدبلوماسية بالرباط، احتجاجًا على الفضيحة التي طالته، على خلفية اتهامات له بالتحرش الجنسي والفساد. 

ويقول هناوي: "إن زيارة المفتش العام للجيش المغربي تأتي في خضم فضيحة كبرى تحقق بها إسرائيل، وجاء على حساب ضحايا مغربيات، وهذا سياق للأمور فضائحي بكل معنى الكلمة".

ومنذ أسبوع، كشفت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، أن إسرائيل على علم منذ نحو عام باتهامات لاحقت رئيس بعثتها الدبلوماسية في المغرب، دافيد غوفرين، المتعلقة بالتحرش بنساء مغربيات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close