طالبت نقابة الصحفيين التونسيين، الرئيس قيس سعيد باحترام استقلالية الإعلام، في الوقت الذي توجه فيه اتهامات للرئيس بتقييد الحريات.
وجاء بيان النقابة تعليقًا على توصيات سعيد للمديرة العامة للتلفزيون التونسي عواطف الدالي، خلال لقاء جمعهما الخميس، بقصر قرطاج.
وذكرت النقابة أن تدخل رئيس البلاد "تضمن تدخلًا حتى في ترتيب فقرات النشرات الإخبارية والمضامين الإعلامية والضيوف في البرامج في سابقة خطيرة لم يقدم عليها غيره".
وأضاف البيان أن هذا التدخل "يندرج في سياق كامل من الرقابة على الإعلام العمومي وضرب مبدأ التعدد والتنوع والموضوعية".
وانتقد سعيد أداء التلفزيون والمحتوى الإعلامي الذي تمرره الأخبار والبرامج مطالبًا بالتجديد.
الرئيس التونسي #قيس_سعيد يعين أحمد الحشاني رئيسا للحكومة بعد إعفاء نجلاء بودن#تونس pic.twitter.com/POZcXDRtTA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 2, 2023
ويواجه الرئيس التونسي موجة من الانتقادات من معارضيه واتهامات باستهداف حرية التعبير والإعلام.
انتقاد متكرر لخنق حرية الصحافة
وليست هذه المرة الأولى التي تنتقد فيها نقابة الصحفيين التونسيين التدخل بعملها، إذ لفتت في مايو/ أيار الفائت، إلى أن حرية الصحافة في البلاد أصبحت في "وضع سيئ للغاية" بسبب الانتهاكات المتزايدة وتقييد السلطات الوصول إلى المعلومات، متهمة الرئيس سعيد بـ"تهديد حرية التعبير في البلاد".
وتعتبر حرية الصحافة أبرز مكسب ناله التونسيون من ثورة 2011 التي أنهت حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
في المقابل، يرفض سعيد استمرار الاتهامات بتقييد الحريات، ويقول إنه لم يسجن أي صحافي بسبب رأيه.
والعام الماضي، سُجن الصحافي صالح عطية بسبب الحديث عن دور للجيش في السياسة، والصحافي عامر عياد لتوجيهه انتقادات لاذعة للرئيس. كما يواجه الصحافي نزار بهلول رئيس تحرير موقع بزنس نيوز المحاكمة لانتقاده رئيسة الوزراء.
وهذا العام، سجنت السلطات نور الدين بوطار رئيس إذاعة موزاييك، وهي أهم وسيلة إعلام مستقلة في تونس، بشبهة التآمر على الدولة وغسل الأموال، بحسب محاميه، الذين قالوا إن المحققين سألوه عن الخط التحريري للإذاعة، قبل الإفراج عنه في وقت لاحق.
وسبق أن قالت منظمة مراسلون بلا حدود، إن تونس تراجعت بشكل ملحوظ في حرية الصحافة من المرتبة 94 إلى 121، وعزت ذلك إلى القوانين المقيدة للحريات.