توقع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم الخميس، التزام روسيا بالمسار الدبلوماسي في تعاملها مع أوكرانيا والغرب لمدة أسبوعين على الأقل، بعد المحادثات التي جرت في باريس لتهدئة الوضع.
وقال كوليبا عن محادثات باريس حيث أجرت موسكو مناقشات أمنية مع دبلوماسيين من أوكرانيا وفرنسا وألمانيا أمس الأربعاء: "لم يتغير شيء هذه هي الأخبار السيئة".
وأشار في مؤتمر صحافي في مدينة كوبنهاغن، بعد لقاء مع نظيره الدنماركي يبي كوفود: "الخبر السار هو أن المستشارين اتفقوا على الاجتماع في برلين خلال أسبوعين، وهذا يعني أنه من المرجح أن تلتزم روسيا بالمسار الدبلوماسي".
ومساء الأربعاء، أعلن الإليزيه في ختام جلسة محادثات ماراثونية جرت في باريس بين روسيا وأوكرانيا بوساطة فرنسية-ألمانية أنّ الوسيطين تلقّيا من الجانب الروسي "إشارة جيدة" حتى وإن كان الاجتماع "صعبًا".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد ذكرت بأن واشنطن ليست أكيدة من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد اتخذ قراره النهائي بغزو أوكرانيا، لكنها ليست في حيرة من أمرها فيما يتصل بالمؤشرات التي تدل على أنه سيستخدم القوة العسكرية ضد جارته بحلول منتصف فبراير/ شباط القادم.
"رد واشنطن لم يأخذ بالاعتبار وجهة نظر روسيا"
في غضون ذلك، أعلنت روسيا أن الرد الأميركي على مقترحاتها الأمنية لوضع حد للتوتر المرتبط بأوكرانيا لم يأخذ وجهة نظرها في الاعتبار، لكنها أكدت بأن موسكو لن تتسرّع في الرد.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "لا يمكن القول إن وجهة نظرنا أخذت بعين الاعتبار، أو أن (الجانب الأميركي) أظهر استعدادًا لأخذ مخاوفنا في الحسبان". لكنه أضاف: "دعونا لا نتسرّع في وضع تقييمات، التحليل يستغرق وقتًا".
وذكر بيسكوف أن الوثائق، التي سلّمتها واشنطن بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي الأربعاء، وصلت إلى الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال: "كل هذه الوثائق باتت مع الرئيس".
وأشار إلى أن واشنطن والحلف الأطلسي طلبا بأن تبقى الوثائق سرية، لكن نظرًا إلى كم التفاصيل التي كشف عنها مسؤولون غربيون حتى الآن "قد لا يستحق الأمر" الإبقاء على سرية الوثائق.
سباق بين الحرب والدبلوماسية
وفي هذا الإطار، اعتبر الأستاذ المحاضر في العلاقات الدولية، خطار أبو دياب، أن هناك سباقًا زمنيًا بين قرع طبول الحرب وإنقاذ الوضع عبر مبادرة دبلوماسية أوروبية.
وأوضح أبو دياب في حديث إلى "العربي"، من باريس، أن الاجتماع في العاصمة الفرنسية بين خبراء ودبلوماسيين من روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا "كان ناجحًا حيث قرروا الحفاظ على وقف إطلاق النار".
ورأى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم أنه يريد إعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي لكنه ليس مغامرًا بل لديه حساباته الخاصة.
واستبعد أبو دياب نظرية "الغزو الشامل" لأوكرانيا بسبب الروابط العاطفية الموجودة بين البلدين، لافتًا إلى أن الرئيس الروسي قد يعيد تحريك الأمور في شرق أوكرانيا وجنوبها، لكنه اعتبر أن أي مغامرة لبوتين في هذا السياق "ستكون بداية نهايته".
وأكد أن الجانب الروسي يحاول تحييد أوكرانيا كي لا تكون تابعة للغرب، حيث يخشى من الممر الأوكراني الذي يمكن أن يستخدمه الغرب ضد موسكو.