الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"سحر كرة القدم".. مبادرة عربية غير مسبوقة قبيل انطلاق مونديال قطر

"سحر كرة القدم".. مبادرة عربية غير مسبوقة قبيل انطلاق مونديال قطر

شارك القصة

غلاف كتاب "سحر كرة القدم" الذي أصدرته صحيفة العربي الجديد ويتضمن نصوصًا عربية وأجنبية لـ61 كاتبة وكاتبًا
غلاف كتاب "سحر كرة القدم" الذي أصدرته صحيفة العربي الجديد ويتضمن نصوصًا عربية وأجنبية لـ61 كاتبة وكاتبًا
يتضمن كتاب "سحر كرة القدم" الذي احتفت به مجموعة "فضاءات ميديا" في الدوحة، نصوصًا عربية وأجنبية لـ61 كاتبة وكاتبًا باللغتين العربية والإنكليزية.

تمتلك كرة القدم سحرًا لا يُمكن مقاومته. فاللعبة الأكثر شعبية حول العالم تختزن حكايات آسرة وتترك ذكريات ايجابية وسلبية بالنسبة للعديد من عشّاقها ولاعبيها ومعلّقيها، لكنّها تشكّل أيضًا مصدر إلهام للعديد من الكتّاب والشعراء الذين سردوا أثر هذه اللعبة في ذاكرتهم ووجدانهم.

واستنادًا إلى سؤال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، "لماذا لا تكون كرة القدم موضوعًا للفن والأدب؟"، جاءت فكرة كتاب "سحر كرة القدم.. أدباء يحكون عن الشغف بأكثر لعبة شعبية"، الذي يمثّل مبادرة غير مسبوقة في عالمنا العربي، حيث تفتقر هذه اللعبة حضورها في النصوص المكتوبة، إلا القليل منها.

وقبل أيام قليلة على انطلاق مونديال قطر 2022، الأحد المقبل، احتفت مجموعة "فضاءات ميديا" في الدوحة، مساء أمس الأربعاء، بالكتاب الذي أصدرته صحيفة "العربي الجديد"، ويتضمّن نصوصًا عربية وأجنبية لـ61 كاتبة وكاتبًا باللغتين العربية والإنكليزية، 30 منهم عرب، و31 ينتمون إلى مختلف قارّات العالم.

نصوص عابرة للزمان والمكان

في الحفل الذي قدّمته الزميلة في "العربي 2" آلاء كراجة، أكد الزميل حسام كنفاني، رئيس تحرير "العربي الجديد"، أن الكتاب "مساهمة نوعية من الصحيفة في العرس الكروي الذي تحتضنه قطر".

وأشار إلى أن الكتاب عمل على إشراك نصوص من جغرافيات متنوعة لكتّاب وكاتبات "شغلتهم وألهمتهم الساحرة المستديرة، وسجّلوا رؤاهم تجاه هذه اللعبة التي نجحت، دون غيرها، في أن تجتذب كل الشرائح في قارات الدنيا".

وأوضح كنفاني أن "ما تضمّنه الكتاب من نصوص مختارة يُفصح عن شغف إنساني بكرة القدم تمسّ كل واحد منا، وتعيدنا إلى لحظات عشناها من الجنون الكروي، لم يتسنَّ لنا تدوينها في ذلك الحين، لكنها بقيت عالقة في مخيلتنا".

وأكد أن كتاب "سحر كرة القدم"، سيشكّل إضافة للمكتبة العربية، وحتى الأجنبية، "بما يقدّمه من سردية أدبية لحكايات كرة القدم التي لا تنتهي".

"انفراد" في عوالم الفرح والحزن والعشق

من جهته، وصف المعلق الرياضي علي محمد علي الكتاب بـ"الانفراد"، في استعارة منه لمصطلح رياضي يشير إلى انفراد مهاجم في مواجهة المرمى.

وأضاف أنه بينما جرت العادة أن نستمع لأصوات المعلّقين، والمحلّلين الرياضيين أو الفنانين، يتحدثون عن بطولات كرة قدم أو فرق يشجعونها، إلا أن الجديد هو أن نستمع إلى أصوات الشعراء والقصّاصين والروائيين.

 وقال: "لأول وهلة كنت متوجسًا من تطرّق أدباء إلى هذا الحقل، إلا أنهم قدّموا، من خلال الكتاب، تجربة تتيح للقارئ أن يسافر إلى كل القارات لمعاينة تجارب شخصية عن هذه اللعبة وما فيها من عوالم الفرح والحزن والعشق".

لماذا لا تكون كرة القدم موضوعًا للفن والأدب؟

أما معدّ الكتاب ومحرّره الزميل معن البياري، رئيس قسم الرأي في "العربي الجديد"، فاعتبر أن أهمية صدور الكتاب تكمن في أنه يُسهم في الإجابة الوجيهة عن سؤال محمود درويش: "لماذا لا تكون كرة القدم موضوعًا للفن والأدب؟".

وسأل: "لماذا لا يتعامل الأدب مع هذا البارود العاطفي الذي يشعل الملايين في علاقتها بالمشهد الذي يحوّلها هي إلى مشهد درامي؟ ثم: أهناك عذاب أشد، ووحشة أقسى من عذاب حارس المرمى، ووحشته الكونية، أمام ضربة جزاء؟".

وتابع: "أهناك ضغط نفسي أثقل من ضغط الوقوف الدقيق على وتر النجاح أو الفشل، والتحكّم بمصير الأمة المعنوي، حين يقف الهدّاف الماهر لتسديد ضربة الجزاء؟".

وقدّم البياري عددًا من النماذج العربية القليلة التي تناولت كرة القدم، من ذلك قصيدة للشاعر العراقي معروف الرصافي، ورباعية للشاعر المصري صلاح جاهين، وبضع روايات "كرواية": "الفريق" للمغربي عبد الله العروي، و"ضربة جزاء" للجزائري رشيد بوجدرة، و"إصابة ملاعب" للمصري أحمد الصاوي، و"باغندا" للتونسي شكري المبخوت.

واعتبر أن الكتاب حديث الصدور، يمثّل دعوة للكاتب العربي إلى الالتفات لما في كرة القدم من استيحاءات وأجواء في نصوص عالية السوية، تستمدّ من كرة القدم أفراحها وأحزانها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close