الخميس 19 Sep / September 2024

سرية للغاية.. ما تأثير أنفاق حزب الله في أي مواجهة مع إسرائيل؟

سرية للغاية.. ما تأثير أنفاق حزب الله في أي مواجهة مع إسرائيل؟

شارك القصة

بدأ حزب الله العمل على شبكة أنفاقه منذ منتصف ثمانينات القرن العشرين - غيتي
بدأ حزب الله العمل على شبكة أنفاقه منذ منتصف ثمانينات القرن العشرين - غيتي
بدأ حزب الله العمل على شبكة أنفاقه منذ منتصف الثمانينيات عندما كانت إسرائيل تحتلّ أجزاء من جنوب لبنان.

استعرض حزب الله اللبناني الذي يتبادل قصفًا مع إسرائيل منذ أكثر من عشرة أشهر، في مقطع فيديو، نموذجًا من شبكة أنفاق يضمّ، وفقًا للصور، منصات إطلاق صواريخ وأسلحة ثقيلة.

ويرى خبراء أن هذه المنشآت قد تلعب دورًا أساسيًا في أي مواجهة مع إسرائيل ولا سيما مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب واسعة مع توعّد حزب الله وإيران بالردّ على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في ضربة في طهران.

طبيعة الأنفاق

في الفيديو الذي نشره حزب الله أخيرًا والذي يمتد على أربع دقائق مع مؤثرات صوتية وضوئية يظهر منشأة باسم "عماد 4" محصّنة يتحرّك فيها عناصر بلباس عسكري وآليات محمّلة بالصواريخ ودراجات نارية ضمن أنفاق واسعة ومضاءة، وقد حمل الشريط عنوان "جبالنا خزائننا".

وبحسب خبير الأدلة الجنائية الرقمية في جامعة كاليفورنيا هاني فريد، فإنه "من المستبعد" أن يكون الفيديو نُفّذ بتقنية الذكاء الاصطناعي، ولو أن بعض أجزاء منه "التي تظهر فيها شاحنات ودراجات نارية تسير في النفق، تبدو وكأنها تحمل بصمة خفيفة لرسوم مولّدة إلكترونيًا"، من دون أن يتمكّن من تأكيد ذلك.

ويشير الخبير في شؤون حزب الله في مركز "أتلانتيك كاونسيل" للأبحاث نيكولاس بلانفورد إلى أن شبكة أنفاق حزب الله تستخدم في "تخزين الذخيرة وكمنصات مخفية لإطلاق الصواريخ".

ويرى أن الفيديو قد يكون "رسالة تحذير" لإسرائيل في حال نفّذ حزب الله تهديده المتعلّق بـ"الثأر" لشكر، ما قد يستتبعه ردّ إسرائيلي عنيف.

ويقول إن الحزب يريد أن يقول لإسرائيل إنه قادر "على استخدام أسلحة أكثر قوة بكثير" من تلك التي استخدمها خلال الأشهر العشر الماضية.

سرية للغاية

وضمن هذا السياق، يشرح العميد المتقاعد من الجيش اللبناني منير شحادة أن الفيديو أظهر "مدى عمق الأنفاق واتساعها وتشعبها، ومدى صعوبة أن تطالها إسرائيل".

بدوره، يقول العميد المتقاعد هشام جابر، إن لا معلومات كثيرة حول هذه المنشآت "السرية للغاية".

ويضيف أن منشأة "عماد 4" قد تكون واحدة من عشرات، موضحًا أن "طبيعة الأرض في جنوب لبنان حيث توجد جبال وتلال (...)، مثالية للحفر وتكون محمية لأنها في قلب الجبل".

ويشير جابر إلى أنّ "الطائرات لا تستطيع أن تصل إلى هذه المنشآت المحمية من الأعلى".

وأردف: "يمكن للمقاتلين البقاء داخلها "ما بين تسعة أشهر وعام لأنها تضمّ كل الإمكانات من طاقة وغذاء ودواء".

وذهب للقول: إن إسرائيل يمكنها أن تواصل قصفها لأشهر وأن تواصل تدمير لبنان من دون أن تصل إليها.

ومن المعروف أن هناك منشآت عسكرية تحت الأرض أيضًا في إيران التي تدعم حزب الله بالمال والسلاح.

وإثر نشر فيديو حزب الله، كتبت السفارة الإيرانية في بيروت على حسابها على منصة "إكس" بالعربية "في اللغة الفارسية، نطلق على المنشآت الصاروخية الموجودة تحت الأرض وداخل الصخور والجبال مدن الصواريخ".

وقالت إنها "موجودة في جميع أنحاء" إيران و"يمكننا، إذا لزم الأمر، مهاجمة العدو من أي نقطة" في إيران.

وذكرت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، إثر نشر الفيديو، أن المقطع يكشف عن "مدينة صواريخ تحت سلسلة جبل عامل"، في إشارة إلى جنوب لبنان. ويتركّز نفوذ حزب الله في جنوب لبنان خصوصًا، وفي منطقة البقاع شرقًا.

تاريخ الأنفاق

بدأ حزب الله العمل على شبكة أنفاقه منذ منتصف الثمانينيات عندما كانت إسرائيل تحتلّ أجزاء من جنوب لبنان.

في عام 2010، افتتح حزب الله ما أسماه "المعلم الجهادي السياحي الأول عن المقاومة" في مليتا في جنوب لبنان، وهو عبارة عن نفق بطول 200 متر. 

وقال الحزب في حينه، إن المكان كان قاعدة عسكرية استخدمت خلال الحرب مع إسرائيل في 2006 وفي المواجهات مع الجيش الإسرائيلي قبل انسحابه من جنوب لبنان في عام 2000.

وعرض الحزب في "معلم مليتا السياحي" عشرات القذائف المضادة للصواريخ وصواريخ كاتيوشا وغيرها من الصواريخ وراجمات، بالإضافة الى غنائم من الجيش الإسرائيلي بينها دبابات "ميركافا".

وبعد حرب 2006، طوّر حزب الله أنفاقه، وفق الخبراء.

وأعلنت إسرائيل في عام 2019 اكتشاف وتدمير أنفاق لحزب الله حُفرت من لبنان إلى داخل شمال فلسطين المحتلة.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close