في خضم ترقب محلي وإقليمي لرد "حزب الله" اللبناني على اغتيال إسرائيل القيادي البارز في الحزب فؤاد شكر الشهر الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، نشر الإعلام الحربي التابع للحزب، اليوم الجمعة، مقطعًا مصورًا لمنشأة عسكرية في أنفاق ضخمة قادرة على استيعاب راجمات صواريخ، وأطلق عليها اسم "عماد 4"، نسبة إلى أحد قيادييه الكبار، عماد مغنية، الذي اغتيل في سوريا عام 2008.
وبدا واضحًا في المقطع المصور، الذي تضمن رسالة صوتية للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مقتطعة من خطاب سابق يؤكد فيه قدرة صواريخ الحزب على تغطية كامل الأراضي الفلسطينية "من كريات شمونة إلى إيلات"، حجم المنشأة ومداها الكبير تحت الأرض، حيث يتجول عناصر الحزب بدراجاتهم النارية، فيما تتحرك راجمات الصواريخ داخل الأنفاق.
صواريخ قادرة على إصابة بنك أهداف "الهدهد"
ويشير الخبير العسكري إلياس فرحات إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها الحزب صورًا لإحدى منشآته تحت الأرض، بعد أن نشر تسجيلات لمسيرة "الهدد" التي استهدفت أهدافًا إسرائيلية.
ويلفت في حديثه إلى "التلفزيون العربي" من بيروت إلى أن حزب الله يظهر في الفيديو الأخير وسائل الإطلاق لإصابة هذه الأهداف، وهي صواريخ بالستية داخل المنشأة.
ويعتبر فرحات أن هذه المنشأة متقدمة جدًا في تصميمها وواسعة، بدليل ليونة حركة الآليات بداخلها، ولا سيما الشاحنات التي تحمل قواعد الصواريخ. كما يشير وجود الدراجات النارية إلى أن هذه المنشأة بعيدة، وعلى العناصر قطع مسافة طويلة للوصول إليها، حيث لا يُعرف على أي عمق توجد.
لكن فرحات يستبعد أن تكون هذه الأنفاق موجودة داخل إسرائيل، حيث لن يغامر حزب الله بذلك، مرجحًا أن تكون داخل الأراضي اللبنانية وعلى عمق كبير يحميها من الضربات الجوية.
رسائل حزب الله
ويرى الخبير العسكري أن حزب الله يوجّه من خلال نشر هذا الفيديو رسالة إلى المجتمعين في الدوحة، تفيد بأن حزب الله سوف يرد على اغتيال القائد فؤاد شكر بمعزل عن أي اتفاق يتم التوصل إليه لوقف إطلاق النار في غزة، لافتًا إلى أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قال في آخر خطاب له إن هناك فصلًا بين جبهة الإسناد التي أطلقها الحزب في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وبين الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر.
وبحسب الخبير العسكري، فقد أراد حزب الله إظهار جهوزيته ونوعية السلاح الذي يمتلكه، خصوصًا بعد أن قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل قضت على نصف قدرات حزب الله.
كما يعتبر أن أي ضربة استباقية إسرائيلية على حزب الله لن تصل إلى سلاح الحزب الأساسي، وهو الصواريخ الباليستية الموجودة في منشآت تحت الأرض.
ويرى فرحات أن الضربة الاستباقية قد تستهدف المدنيين، حيث اعتادت إسرائيل على قصف المدنيين في غزة عندما تحصل على معلومات استخباراتية تفيد بوجود مركز قيادي لحماس في نقطة معينة.
