دعت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" الأمم المتحدة والأطراف الدولية إلى الضغط على إسرائيل لإعادة إمدادات المياه لقطاع غزة، مشددة على أن قطع المياه "جريمة ضد الإنسانية تُفضي إلى إبادة جماعية".
جاء ذلك في بيان للحركة، مع تفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية في معظم أرجاء القطاع، لا سيما مدينة غزة ومحافظتها الشمالية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر.
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان قطاع غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل.
وحذرت "حماس" من "شح المياه في قطاع غزة، وسياسة الاحتلال الفاشي الذي يستخدم العقاب الجماعي وقطع إمدادات المياه للضغط على المدنيين لتهجيرهم من منازلهم وأماكن سكناهم".
وقالت الحركة إن "الاحتلال قطع كافة إمدادات المياه عن القطاع، وخصوصًا عن مدينة غزة ومحافظة شمال غزة؛ ما دفع المواطنين إلى شرب مياه غير صالحة بعد أن قام الاحتلال بقصف ما تبقى من خزانات مياه بصواريخ وطائرات أميركية".
ودعت الأمم المتحدة والأطراف الدولية "لوقف هذه الجريمة ضد الإنسانية التي تُفضي إلى إبادة جماعية، والعمل بشكل فوري على إعادة إمدادات المياه".
كما طلبت تقديم الدعم اللازم "لجميع أبناء شعبنا في القطاع، بما في ذلك مدينة غزة والشمال حيث يوجد نحو 900 ألف فلسطيني".
أطباء بلا حدود تطالب بوقف النار في غزة
إلى ذلك، دعت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية الثلاثاء إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، معتبرة أنه ضرورة "حيوية عاجلة" للفلسطينيين المعرضين للقصف الإسرائيلي منذ شهر.
وقالت مديرة المنظمة كلير ماغون في مؤتمر صحافي بمقرها في باريس إن "الوضع الإنساني كارثي" في القطاع الخاضع "لحرب شاملة"، تدخل شهرها الثاني.
وأضافت: "السكان ينزفون والمسعفون عاجزون عمليًا، إزاء هذه الكارثة يعد وقف إطلاق النار مسألة حيوية عاجلة".
ونددت ماغون "بأحاديث لا تقدم ولا تؤخر"، في إشارة إلى المباحثات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول "فترات توقف تكتيكية" للقصف الإسرائيلي، لإتاحة هدنة إنسانية.
وتمكنت المنظمة قبل أيام من إجلاء 22 من أعضائها الأجانب، لكنها تأمل إدخال فريق آخر بأسرع ما يمكن، علما بأنها توظف نحو 300 فلسطيني.
وقال مسؤول التواصل للمنظمة في فلسطين لوي بودوان لارمان، وهو من بين الذين تم إجلاؤهم، إن "الوضع في غزة لا يطاق منذ البداية، لا يوجد أي مكان آمن. إنها حرب شاملة، مأساة لا مفر منها".
"لا أماكن لجوء في غزة"
وأوضح المسؤول أن "قنابل تسقط في كل مكان"، فيما يتكدس عشرات الآلاف من النازحين في ظروف مأساوية في مخيمات الأمم المتحدة.
وتابع: "في خان يونس (جنوب القطاع) كان هناك حوالي 45 ألف شخص، ثمانية مراحيض، وساعتان فقط من الماء كل 12 ساعة".
من جهته أشار المسؤول عن البرامج الطارئة في المنظمة ميشال أوليفي لاشاريتي إلى منظومة صحية منهكة، إذ "يتوافر في قطاع غزة 3500 سرير، 2000 منها شمالًا، بينما يبلغ عدد الجرحى 25 ألفًا بحسب السلطات".
وتابع: "عادة ما تكون المستشفيات أماكن لجوء في غزة، لكنها لم تعد كذلك إذ لم يبق أي مكان محصن".
وشدد على أن "وقف إطلاق النار وحده كفيل بإتاحة تنظيم الإغاثة"، مشيرًا إلى أن نحو 500 شاحنة دخلت القطاع عبر مصر خلال شهر، فيما كان هذا العدد يدخل يوميًا في الأوقات العادية.
ودعت المنظمة إلى تناول "القضايا الفعلية لإتاحة ظروف تتيح إيصال المساعدات"، وذلك خلال المؤتمر المرتقب في فرنسا بعد يومين حول الوضع الإنساني في غزة.
وأوضح لاشاريتي: "إذا بقي الحديث فقط عن عدد الشاحنات وعدد المعنيين فلن تؤدي المباحثات سوى إلى تأخير الحديث عن الموضوع الفعلي، أي وقف إطلاق النار".