تسبب اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي (67 عامًا) بعد إطلاق النار عليه خلال تجمع انتخابي يوم الجمعة الفائت، في إعادة جدل الأسلحة النارية المصنوعة يدويًا.
فقد تمكن القاتل من الوصول إلى آبي خلال حملة انتخابية لحزبه الحاكم في نارا بغرب اليابان بطلقتين، بعد أن خرج من بين حشد من الناس، وكان يستخدم سلاحًا ناريًا يدوي الصنع كان ملفوفًا بواسطة شريط لاصق.
السلاح الذي قتل آبي
ووفق "أسوشيتد برس"، بدا السلاح الناري الذي يبلغ طوله 40 سنتيمترًا وارتفاعه 20 سنتمترًا، والذي استخدم في عملية الاغتيال، بدائيًا أشبه بمادة دافعة مصنوعة من أنابيب مربوطة ببعضها البعض ومليئة بالمتفجرات.
وقالت الشرطة إنها صادرت عقب مداهمة منزل القاتل البالغ من العمر 41 عامًا في نارا، العديد من الأسلحة المماثلة المصنوعة يدويًا، وعلى عكس الأسلحة التقليدية، من المستحيل عمليًا تتبع مصدر الأسلحة اليدوية، مما يجعل التحقيق فيها صعبًا.
في هذا السياق، يقول خبراء: إن التعليمات حول كيفية صنع البنادق والمسدسات منزليًا تنتشر بشكل كبير على الإنترنت، كما يمكن صنع الأسلحة باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد.
ويعرف أنه نادرًا ما تُستخدم مثل هذه الأسلحة في اليابان، حيث تقتصر معظم الهجمات على طعن بآلات حادة أو إشعال النيران، حتى إن مقتل آبي كان أول عملية اغتيال لرئيس وزراء ياباني حالي أو سابق منذ أيام ما قبل الحرب في ثلاثينيات القرن الماضي.
كما رجحت الوكالة الأميركية، أن تكون القوانين الصارمة لمراقبة الأسلحة في اليابان جعلت المشتبه به يختار سلاحًا يدوي الصنع.
لحظة إطلاق النار على رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو #آبي خلال إدلائه بكلمة في مدينة #نارا غرب #اليابان pic.twitter.com/0P1gaNcwa5
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 8, 2022
"إرهاب منفرد" في بلد سلمي
فغالبًا ما يتحرك كبار الشخصيات في اليابان بمرافقة أمنية متواضعة تركز بشكل أساسي على التهديدات الجسدية المباشرة، ودون أن يكون من بينهم أفراد مدججون بالسلاح ومستعدون لهجمات بالأسلحة النارية مثل التي تقع في بلدان مثل الولايات المتحدة.
وتم إلقاء القبض على مطلق النار تيتسويا ياماغامي، على الفور بمكان عملية الاغتيال حيث اعترف بارتكاب جريمته قائلًا إنه كان غير راضٍ عن آبي وأراد قتله.
وكشفت وسائل الإعلام المحلية إنه كان عضوًا سابقًا في البحرية اليابانية، وكان يعرف كيفية التعامل مع الأسلحة وتجميعها.
ووصف بعض المحللين الهجوم على آبي بأنه "إرهاب منفرد"، ففي مثل هذه الحالات يتصرف الجاني بمفرده غالبًا بالتعاطف مع آراء سياسية معينة، مما يجعل من الصعب للغاية الكشف عن الجريمة مسبقًا.
في السياق، لا يزال الدافع وراء اغتيال آبي غير واضح، إلا أن وسائل إعلام يابانية ذكرت أن المشتبه به نمى بداخله كراهية تجاه مجموعة دينية كانت والدته مهووسة بها وتسببت في مشاكل مالية لأسرته يقال إن آبي جزء منها. ولم تحدد التقارير المجموعة.